تتبعتُ اخبار الصحف، خلال تواجد الرئيس الايراني في العراق، لأتقصى ردود فعل العراقيين على الزيارة. وكما توقعت، كان هناك بعض العراقيين الذين تطلعوا الى زيارة foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?ي نجاد لتكون فاتحة خير على علاقات جديدة بين بلدين مجاورين، وبعض العراقيين احتج على الزيارة واعتبرها اهانة للعراق، خاصة ان بين البلدين 8 سنوات من حروب استشهد فيها خيرة شباب العراق، و هناك ايضا البعض الذين لم يكترثوا للزيارة ولا لردود الفعل عليها.


اسمح لنفسي ان اعطي رأيا لردود فعل الشعب العراقي، اراها تصرفات صحيحة، وخاصة انها اتخذت شكل ديمقراطي في التعبير، حيث نزل الناس الى شوارع مدنهم، وعبروا عن رأيهم. ان يعبر المواطن عن رايه بحريّة هي علامة صحية في الحياة السياسية. واعتبر بان الحكومة الحالية لم "تقمع" المحتجين ولم "تحرك" شارع المؤيدين . تصرف ديمقراطي من جهة الحكومة. اود لو يتعمق اكثر ليشمل الى كل مستويات الحكم في العراق.

غير اني وبكثير من الاسى اندد كما يندد العراقيون المخلصون بتصرفات عصابات الارهاب، عصابات انتهزت فرصة "الزيارة" لتملئ شوارع العاصمة بسيارات الدمار والدم ويتساقط شهداء العراق دون اي سبب، سوى تباهي المجرمون بانهم قادرون على احلال الفوضى في بلد يسعى الى الخلاص من مأسي يسببها اصحاب الغايات الدنيئة.

العراق يشجع على الحوار الديمقراطي واعتراف الواحد بحق الاخر بإبداء رايه في اي قضية من قضايا وطنه. وادين، كما يدين العراقيون الشرفاء، كل اعمال العنف التي تستهدف شعب العراق البريء. يدرك العراقيون وهم اصحاب التجارب السياسية المتنوعة، ان العراق يتسع للاختلاف بالرأي، وان لهم حق بالتعبير عن افكارهم وآرائهم بطرق سلمية. ويعرفون ان من يفجر ويدمر ويقتل الابرياء لا يريد ان يكون العراق وطنا ينعم بالحرية والديمقراطية والازدهار والتقدم.

ان توقع المواطن خيرا او شرا من الزيارة هي مسألة يحددها نظرة المواطن الى الامور. ولكن ليكن التعبير فقط سلميا. ان العراقيين يريدون الخير لوطنهم ومن يبتغي الدمار للعراق هي عصابات الاجرام والقتل والارهاب.

انها تجربة امام المواطن ليمارس حقه في ابداء رأيه في شوارع مدنه. طوروا هذا الحق ليكون فعّلا اكثر عبر ممثليكم في المجالس الوطنية والعشائرية ليصير العراق منبرا لمواطنيه.

اخوكم ابو النوف