لا أحد يذكر مدينة دير الزور إلا ويذكر معها جسرها المعلق على نهر الفرات. ففي التاريخ تتميز المدن بشواهدها التاريخية الأثرية فكما للإنسان اسما وهوية يعرف بها وللأمم تاريخ تفتخر به فلكل بلد ارث تاريخي يميزها عن البلدان الأخرى .
فمدينة دير الزور عروس الصحراء الذي يتدفق في شريانها نهر الفرات تحتوي على معالم أثرية جسرها المعلق وجسرها العتيق وقلعة الرحبة وعين علي والصالحية .
مدينة دير الزور تشتهر بثلاث معالم رئيسية :الجسر المعلق ونادي الفتوة وثرود الباميا
تاريخ إنشاء الجسر المعلق :
دير الزور تقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات ليتفرع قبل دخوله المدينة إلى فرعين احدهما الكبير والآخر الصغير لذا يربط جزأا المدينة عبر جسر فوق الفرع الصغير (الجسر العتيق ) الذي تم بناؤه أيام الاحتلال العثماني.
أما الضفة اليسرى للنهر فتم ربطها بالجسر المعلق ويعود بناؤه إلى فترة الاستعمار الفرنسي عام 1931 م في البداية قام بتعهد الجسر (الشركة الفرنسية للبناء والتعهدات) تحت إشراف المهندس الفرنسي (مسيو فيفو)واستمرت ببنائه ست سنوات حيث انتهى العمل فيه في شهر آذار عام 1931م وهو ثاني جسر معلق في العالم من نوعه بعد جسر يقع في جنوب فرنسا وفي عام 1947 نور بالكهرباء وأنير الجسر بأنوار ملونة في غاية الجمال تنعكس ليلا على مياه النهر وفي عام 1980 م منع بالسير عليه بالسيارات والدراجات النارية خوفا على الجسر وللحفاظ عليه كمعلم تاريخي فريد من نوعه واقتصر على المشاة والنزهة فقط.
يبلغ طول النهر 450م وعرضه 360 سم وعرض كل رصيف 40سم ليصبح عرض الجسر 4 م و يستند الجسر على ست ركائز بيتونية أربع منها بارتفاع 19,5 م وهي الركائز الوسطية واثنان منها على الأطراف بارتفاع 4,7 م .
عندما حان للفرنسيين أن يخرجوا من سوريا عمدوا إلى لغم الجسر بغية تفجيره ودلك بحجة عدم عبور القوات البريطانية عليه إلا أن احد أبناء المدينة الأبطال واسمه (محمد علي أبو محمود ) قام بقطع الفتيل فنجا الجسر من الدمار ويبدو الجسر المعلق في تألقه وجماله اليوم لؤلؤة معلقة في سماء دير الزور يزيدها جمالا وتألقا يوما بعد يوم