+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الحلقة الرابعة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام

  1. #1
    عضو مشارك سيف البابلي is on a distinguished road الصورة الرمزية سيف البابلي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    187

    افتراضي الحلقة الرابعة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام

    السلام عليكم ورحمت الله وبركاته ..


    كنا قد انهينا الحلقة الماضية عندما إشترى عزيز مصر يوسف عليه السلام بمبلغ زهيد وطلب من زوجته ان تكرم يوسف واقترح ان يتبنياه .....

    .................................................. ...............الحلقة الرابعة........................................... ................

    مرت الأيام وكبر يوسف عليه السلام وأصبح مثل اخوانه قوي البنية ... ولكنه كان ايضا حكيماً وذو عقل رزين ...

    فقد وصفه الله تعالى في قوله (ولما بلغ أشده ءاتينه حكماً وعلما وكذلك نجزي المحسنين) صدق الله العظيم ...

    ومع مرور الوقت كانت زوجة العزيز تشاهد يوسف عليه السلام وهو يزداد شباباً ورجاحة عقل وتشاهد نعمة الجمال التي وهبها الله له ... فزين لها الشيطان ما لم يكن بالحسبان!!!!

    نعم يا اخوان دعت يوسف عليه السلام إلى غرفة لا يوجد بها احد سواهما .... وأغلقت جميع الابواب والمخارج ... بعد ان تزينت وإستعدت ... وطلبت من يوسف عليه السلام ان يزني بها .... ولكن يوسف عليه السلام نبي من انبياء الله ... رفض بشدة وحاول التخلص منها ... واثناء ذلك لم يجد سيدنا
    يوسف وسيلة للتخلص من زوجة العزيز سوى ان يحاول الهرب ... فلم تستطع ان تتمالك نفسها فركضت خلفه وأمسكت قميصة من الخلف ... وبين اصرار يوسف عليه السلام للهرب واصرار زوجة العزيز ان تثنيه عن الهرب ... قطع قميص سيدنا يوسف من الخلف ....

    وفي تلك الاثناء سمع الاثنان صوت خطوات العزيز تتجه نحو الغرفة ... ودخل عليهما ... فخافت زوجة العزيز من ان يفتضح امرها .... فقالت لزوجها بان يوسف عليه السلام كان يحاول ان يزني بها بالقوة وان يجبرها على ذلك ... وانها من مقاومتها له حاولت ان تمنعه فقطعت قميصه .... ولكن يوسف عليه السلام ينكر كلامها ويدافع عن نفسه ... واستمر الحال على ذلك ....

    حتى تدخل ابن عم زوجة العزيز وكان رجل حكيما وقال للعزيز : يامولاي ان كان قميص يوسف قطع من الامام فانها صادقه وهو كاذب ... ولكن ان كان قميص يوسف قطع من الخلف فهذا يعني انه صادق وهي كاذبه .... وتفسير ذلك انه لو قطع من الامام فهذا يعني انه كان يهاجمها ويحاول التحرض بها وهي كانت تقاومه وتحاول ان تبعده عنها ....
    ولكن قطع القميص من الخلف فهذا يعني انه كان يحاول الهرب منها ولكنها كانت تحاول ان تثنيه عن الهرب قطعت قميصه ....

    هنا علم العزيز بان زوجته هي من حاول التعرض ليوسف وانها كاذبه ... فطلب العزيز من يوسف ان لا يخبر احدا بما حدث وان يكتم السر وفي المقابل طلب من زوجته ان تستغفر لذنبها وان لا تعود اليه مجدداً ...

    وقد وصف الله تعالى ماحدث بقوله (ورودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواى إنه لا يفلح الظلمون) .... صدق الله العظيم ...
    وهنا يجب التنويه لشيء في غاية الاهمية وهو مالمقصود في كلمة مولاي ؟!!
    المقصود بمولاي احسن مثواي ... أي أن يوسف عليه السلام اخبر زوجة العزيز انه لا يعقل ان يخون مولاه ....يقصد العزيز.... لان العزيز احسن معاملته واكرمه .

    ثم قال تعالى (ولقد همت به وهم بها لولآ أن رءا برهن ربه كذلك لنصرف عنه السو~ء والفحشآء إنه من عبادنا المخلصين) صدق الله العظيم .

    وهنا يا اخوان يجب التنويه لمعلومه في غاية الاهمية ...... وهي ان البعض يختلط عليه التفسير في قوله تعالى (ولقد همت به وهم بها) .... فدعوني أوضح لكم التفسير الدقيق لذلك ...

    يفسر البعض ذلك ان زوجة العزيز ويوسف عليه السلام كان من الممكن ان يفتنا ببعضهما البعض والعياذ بالله واستغفر الله .... فيوسف عليه السلام نبي ولا يمكن ان يحدث منه ذلك السوء بالتفكير

    ولكن التفسير الصحيح لــ.... همت به وهم بها ....هو كما نقول بالعامية (شد وجذب) أي أنها كانت تحاول ان تجذبها إليه بينما هو يحاول ان يدفعها عنه ....

    وهناك ايضا تفسير خاطأ ويرتكب فيه البعض خطأ فادح في التفسير ... وهو في قوله تعالى (لولآ أن رءا برهن ربه)

    فالبعض يقول ان التفسير هو انه نزل إليه وحي يصرفه عن التفكير في الخضوع لأمر زوجة العزيز
    والبعض الآخر يفسر الآية بتفسير غريب آخر ....

    ولكن التفسير الصحيح هو كما يلي:

    .. اولا يجب ان تعرفوا مالمقصود بكلمة (ربه) ... يقصد بها العزيز ....
    .. ثانيا يجب ان تعرفوا مالمقصود بـ(رءا برهن) ... البرهان هنا يقصد به ان يوسف عليه السلام سمع صوت نعل العزيز وهو يتجه نحو الغرفة ... اي شي يبرهن له ان العزيز قادم إلى الغرفة ....

    عموماً التفسير الكامل الآن للآية كما يلي :
    أن زوجة العزيز كانت تحاول جذب يوسف عليه السلام إليها بينما كان يوسف عليه السلام يحاول
    ان يدفعها عنه ... واستمرا على ذلك ... حتى سمعا صوت نعل العزيز وهو يتجه نحو الغرفة فتوقفت زوجة العزيز عن محاولتها خوفا من ان يفضح امرها امام زوجها العزيز ....

    ثم وصف الله تعالى الحادثة بقوله (واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدا الباب قالت ماجزآء من أراد بأهلك سو~ء إلا أن يسجن أو عذاب إليم(25) قال هي رودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلهآ إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكذبين(26)وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصدقين(27) فلما رءا قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم(28)يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين) ... صدق الله العظيم.

    تفسير (استبقا الباب) هو انهم كان يتسابقان كل واحد يريد ان يصل للباب قبل الآخر ....
    فيوسف عليه السلام كان يريد ان يصل أولاً لكي يهرب منها ... بينما زوجة العزيز كانت تريد ان تصل قبله كي تمنعه من الخروج ....

    هنا دخل العزيز وحدثت المحادثة بينهم والتي ذكرتها في الأعلى ....

    الشخص الذي ورد ذكره بالقران بـ(شهد شاهد من اهلها) يقال أنه إبن عم لها ..

    والآن ماذا يقصد بكلمة أن كيدكن عظيم ... ( كيد النساء عظيم لان المرأة لديها تأثير نفسي قوي على الرجل ...)


    ................ هنا تسرب الخبر إلى كل مكان .......... وبدأت النساء في المدينة يتحدثن عن زوجة العزيز وكيف انها ترضى على نفسها ان تتحرش جنسياً بأحد فتيانها بالقصر ....

    هنا فكرت زوجة العزيز بطريقة لكي يشاهد النساء مدى جمال يوسف عليه السلام ولا يلمنها على ما فعلت .... فدعتنهن لقصرها ... وجهزت لهن المكان واحضرت الوسائد .. واعطت لكل إمرأة سكين وفاكهة ... ثم قالت ليوسف الآن يا يوسف اخرج على النساء ...

    فلما شاهدن جمال يوسف عليه السلام ... لم يحسن التصرف في تقطيع الفاكهة ... وأخطأن وأقطعن أيديهن من كثر انبهارهن بجماله ... فقالت لهن ... هذا هو يا نساء الذي كنتن تلوموني بالتحرش به واخبرتهن انه امتنع عن مضاجعتها .... وهنا قررت أنه اذا لم يستجب لطلبها فسوف تسجنه وتذله وتهينه ...

    هنا الله سبحانه وتعالى وصف الحادث بقوله (فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وءاتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حش لله ماهذا بشر إن هذآ إلا ملك كريم(31)قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد رودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل مآءامره ليسجنن وليكونا من الصغرين) .. صدق الله العظيم

    وهنا يجب الانتباه لمن يقول بأن يوسف عليه السلام كاد ان يفتن بها (استغفر الله) لولا انه شاهد العزيز .....
    فالدليل في وصفه تعالى في القرآن للحديث الذي دار بين زوجة العزيز والنساء الآخريات عندما اعترفت لهن بان يوسف عليه السلام لم يرضخ لطلبها وانه استعصم من المنكر ... فقد قال الله تعالى على لسان زوجة العزيز (ولقد رادته عن نفسه فاستعصم) اي انه استعصم ورفض ارتكاب الفاحشة.

    وشكرا وإلى اللقاء في الحلقة الخامسه ....



  2. #2
    qeen ام فيصل is on a distinguished road الصورة الرمزية ام فيصل
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    51,391

    افتراضي رد: الحلقة الرابعة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    شكرا لك عزيزي على هذا الجهد المميز والنقل المبارك

    ودام لنا ابداعك
    مع تحياتي لك

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك