تدور في الكواليس الإسبانية أحاديث في الوقت الحالي حول إصابة تشافي هرنانديز والتي تسببت في عدم استدعائه للمنتخب الإسباني الذي سيخوض مباراتين بتصفيات أمم أوروبا أمام ليتوانيا واسكتلندا.
فالمعسكر المناهض لبرشلونة يتساءل بريبة عن سر إصابة تشافي قبل المباريات الدولية ويشير البعض منهم هامسين إلى أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر خصوصاً وأن برشلونة تنتظره مواجهة غاية في الأهمية أمام فالنسيا المتصدر في محاولة من حامل اللقب لاستعادة ثقة جماهيره على أرضه التي لم تشهد حتى الآن جل انتصاراته بل كانت رحلاته خارجها أنجح بمراحل.
أما المعسكر المؤيد للبرسا فلم يكتفِ بالدفاع عن تشافي، بل إنه هاجم متهمي المايسترو بالتقصير تجاه الفوريا روخا مؤكداً أن من تسبب في إصابة قائد وسط البرسا هو المنتخب نفسه وخرج يوهان كرويف ليؤكد أنه على من تسبب في أوجاع تشافي في فخذه أن يحس بنفس الآلام في معدته.
في حين كان فيثنتي ديل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني أكثر هدوءاً من الجانبين مشيراً إلى أن تشافي رغم أنه من طلب الراحة إلا أنه لم يقصر أبداً في حق الماتادور وكان دائماً في الموعد ويقدم أفضل ما عنده.
هذا يطرح سؤالاً قديم قدم الديناصورات، وهو أيهما كان أولاً ؟ البيضة أم الفرخة ؟ .. أيهما كان أولاً ؟ إرهاق تشافي مع المنتخب أم إرهاقه مع البرسا ؟
في واقع الأمر لابد أن نعود بالذاكرة للوراء إلى ما يقارب العام عندما خرج بيب جوارديولا بتصريح يمتدح فيه تشافي هرنانديز لكن في وسط التصريح أشار إلى أن الأخير هو الوحيد الذي لا ينطبق عليه نظام المداورة لأن تشافي ببساطة طلب ذلك مؤكداً أنه قادر على اللعب في كل المباريات بدون مشاكل.
هذا الخبر أثار استغرابي جداً وقتها خصوصاً وأنه يأتي من لاعب كان قد اقترب من الـ30 من عمره وبالتالي لم يعد منطقياً أن يشارك في هذا الكم من المباريات بدون راحة إجبارية من مدربه حتى وإن كانت قيمة المايسترو تفرض عليه ألا يخرج من الملعب، لكن البرسا بالتأكيد سيكون قادراً على هزيمة الفرق الصغيرة على الأقل بدون أهم أو ثاني أهم لاعب فيه.
أما إن تقدمنا للأمام فسنجد فيثنتي ديل بوسكي يستقل الطائرة ويسافر 12 ساعة هو و20 لاعباً إسبانياً لبلاد أميجو والقبعات العملاقة ليواجه منتخب المكسيك قبل أن يكمل الدوري الإسباني مباراته الثانية في خطوة فتحت النار على ديل بوسكي وعلى سر خوضه مباراة مرهقة في السفر قبل أن تكون قاسية بدنياً وجغرافياً وهي من نوعية المباريات التي يئن اللاتينيون ألماً بعد أن يعودوا من خوض مثلها في تصفيات كأس العالم ويحسدون الأوروبيون على ابتعادهم عنها فإذا بديل بوسكي يجبر على لاعبيه على خوضها وفي توقيت غريب جداً ثم يعود ليكررها أمام الأرجنتين في بوينوس آيرس وكأنه يريد أن يحضّر لاعبيه لكأس العالم 2014 وحتى يعتادوا على الأجواء اللاتينية لكن بالتأكيد ليس من الآن أو على الأقل ليس في كل توقف دولي..!
الكل تصور أن تشافي ماكينة لن تتعب، ولم يدركوا أن الجسد إن لم يحصل على الراحة تفضلاً، فسيأخذها غصباً..
السؤال هو، هل سيحس من تحدث كرويف عنهم بهذه الآلام في معدتهم ؟ وهل سيحس من تغافل الحديث عنهم ممن يناصرهم بنفس الآلام ؟ وهل كان تشافي ليضغط على نفسه لو كان في نفس الموقف مع المنتخب الإسباني أمام اسكتلندا بدلاً من وجوده مع البرسا أمام روبين كازان وإحساسه بعدم قدرته على المشاركة ثم رغبته في الاستبدال قبل أن يضغط على نفسه ويكمل المباراة أم أن الضغط على النفس مقبول مع البرسا فقط ولن يقوم به مع الفوريا روخا ؟ وهل كان ديل بوسكي سيقبل بنفس الشيء بأن يذهب برشلونة لخوض مباراة ودية في آسيا مثلاً قبل لقاء هام للمنتخب الإسباني في التصفيات ؟ وأخيراً .. لماذا أصر ديل بوسكي على أن يعالج فرناندو توريس في المنتخب من قبل –وهو مصاب- ولم يصر بنفس الطريقة مع أكثر من لاعب في الدوري الإسباني ؟
الكل مذنب في إصابة تشافي، ومحاولة طرف اتهام الآخر دون أن يفكر ولو لحظة في أنه جزء من المشكلة لهو أكثر سذاجة من إغفال اتهام "الطباخ" دائماً في حكايات شرلوك هولمز.