إذا تأملت في أهداب الجفن الأعلى في العين ، وجدتها تنحني إلى الأعلى ، وأهداب الجفن الأسفل تنحني إلى أسفل ، ولو انعكس الأمر لتشوش رؤية العين..
فمن هَدَى ويَهْدِي كل شعرة في كل جفن من إنسان أو حيوان ، إلا الهادي سُبحانه؟!
من الذي يهدي أسنان الفك الأسفل أن تتجه إلى أعلى وأسنان الفك الأعلى أن تتجه إلى الأسفل؟!
من الذي هدى الأنياب أن تنمو فوق الأنياب؟!
والأسنان فوق الأسنان؟!
والأضراس (المطاحن ) فوق الأضراس؟
من؟ إلا الهادي ( الذي خلق فسوّى * والذي قدر فهدى ) سورة الأعلى 2 – 3
من يهدي كل عضو في كل جسم ، من نبات أو حيوان أو إنسان إلى أن يأخذ مكانه الصحيح بين باقي الأعضاء ، وأن ينمو بالقدر المُناسب لباقي الأجزاء؟!
ومن الذي يهدي البذرة ( الحبة ) وهي تشق التربة عند نُمُوّها أن ترسل العُرُوق ( الجذور ) إلى أسفل والساق والأوراق إلى الأعلى؟ ولماذا لم نجد بذرة واحدة ينعكس الأمر فيها؟!
ألا يشهد ذلك كلّه لكل صاحب عقل: أن ذلك من صُنع الهادي سُبحانه.
من الذي يهدي أوراق الشجر إلى التوزع على الساق أو الأغصان، فإذا خرجت الورقة الأولى من جهة ، خرجت الثانية من جهة أخرى؟!
من الذي يهدي الشمس، والقمر ، والنجوم في حركاتها، ويهدي الطيور الرّحالة إلى بلدانها البعيدة؟!
ألا هو الهادي ( الذي خلق فسوّى * والذي قدر فهدى ) سورة الأعلى 2 – 3
والذي يهدي الشعرة ، والبذرة والورقة، وأكمل هدايته للإنسان فأرسل له الرسل وأبان له الهدى.
ومن أيقن أن الله هو الهادي الحكيم فلن يقبل أي فكرة تُعارض هُدَى الله، شِعاره قول الله تعالى :
( قل إنّ هُدَى الله هو الهُدَى ) سورة الأنعام 171