من هم الاكراد
الأكراد هم شعب كسائر شعوب الأرض لهم كيان على هذه الأرض تجمعهم الأرض الواحدة المقسمة بين أربعة دول
(تركيا - إيران - العراق - سوريا).
الأكراد جزء من الأمة الإسلامية لا يجوز إخراجهم عن هذه الأمة ومن أراد أن يفعل ذلك فإنما يحاول الطعن في هذه الأمة وتمزيقها.
كما للعرب حقوق في البلاد العربية فإن للأكراد حقوق أيضًا، ولكن هذا الشعب حُرم من هذه الحقوق منذ عقود من الزمن حين استحكم في الناس داء العنصرية المقيتة، فاعتبرهم البعض دخلاء واتهموهم بالعنصرية مع العلم أنهم مشتتون بين هذه الأجزاء الأربعة وليس لهم حول ولا قوة،
وأما بالنسبة لحقوقهم السليبة والمغتصبة فهي:
(حرمان مئات الألوف من الأكراد من الهوية، حرمانهم من الوصول إلى المراكز المهمة مع العلم أن فيهم أعداد كبيرة من ذوي الكفاءات العالية ولكن العنصرية المقيتة تمنع هذا الحق عنهم - كما أنه أُخذت آلاف الدونمات من أفضل الأراضي الزراعية عنوة من الأكراد وسُلمت إلى أحبابنا العرب الدخلاء إلى المنطقة من منطقة الفرات،،، إضافة إلى ذلك فإن المعاهد والجامعات تفصل سنويًا عددا لا بأس به من طلبة الأكراد لأنهم يشكلون خطرا على الأمن!!!! ومعظم من أبناء الطبقات الكادحة،،، فضلا عن المعاملة السيئة التي يتلقاها عند مراجعة المؤسسات التي تديرها الشخصيات العنصرية التي ترى في الأكراد جنسًا منبوذًا،،، ووووو والمعاناة كثيرة والكلام طويل في هذا الباب ).
أما في العراق الذي يبلغ عددهم أكثر من أربعة ملايين فقد مارست ضد الأكراد أبشع أنواع التنكيل والتعذيب.. أسمعت بأصحاب الأخدود في القرآن الكريم؟؟ لقد تعرض الأكراد إلى الدفن وهم أحياء،، وتعرضوا إلى الغازات الكيميائية التي لا تبقي على الأرض ولا تذر من إنسان ودواب وشجر،،،
ولقد قتل النطام الصدام 184 الف كردي في عملية اسماها الانفال
ودمر 400 قرية بانسها وحيواناتها وحجرها
فااباد الناس والدواب كالحشرات
والله يقول ومن قتل نفس بغير حق فكانما قتل الناس جميعا
لنفكر قليلا ولا نكون اسرى معتقداتنا واسرى الاعلام
لكي لا نحشر على وجوهنا يوم القيامة
أما في تركيا فالأمر يحتاج إلى مجلدات لتعدد مآسيهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم...
من أجل ذلك يجب علينا أن نرمي جانبًا العواطف العنصرية والتشنجات العرقية المقيتة وننظر إلى الناس بنظرة إنسانية عادلة، وليس هناك شعب أرقى أو أفضل من شعب آخر إلا بما يقدمونه للإنسانية من الخير والسعادة كما قال تعالى:
(إن أكرمكم عند الله أتقاكم) أي ليس هناك تفاضل بين عربي أو أعجمي أو أبيض أو أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح،،،
أما بالنسبة لطبيعة الأكراد بأنهم يقتلون ويسلبون فهذا بهتان كبير عليهم، لأن الأكراد وعبر التاريخ لم يغزو ولم يحاربوا أحدًا في ديارهم وإنما كانت جميع حروبهم وغزواتهم دفاعا عن أنفسهم ووجودهم، ثم إن الأكراد هم أصحاب الأرض التي يعيشون فيها فهم ليسوا كبعض الشعوب التي هاجرت من منطقة إلى أخرى،، ومن حقهم أن يطالبوا بحقوقهم في أرضهم،،وكما صرح القرضاوي
انه كان من الطبيعي ان تقوم دولة كردية في ظل قيام الدول القومية ولكن عدم قيامها كان مقصودا !!!
أما اتهام الأكراد بأنهم عملاء لأعداء العرب فهذا قفز على الحقائق،،، الذين باعوا العراق هم العرب أنفسهم، الذين باعوا العراق لأمريكا هم الدول العربية التي تملك الجيوش والعتاد والأسلحة والسيادة،،، وإلا فمن أين جاءت أمريكا إلى العراق،،، من فوق القمر!!! جاءت عبر الدول المجاورة،،، الدولة العربية الشقيقة ،،، أما بالنسبة لموقف الأكراد فهم بالأصل ضعفاء وإذا خالفوا أمريكا في ذلك كانت ستكون نهايتهم،،، ثم إن الجرائم التي وقعت عليهم من السلطة العراقية السابقة جعلتهم ينتهزون الفرصة ويحصلوا على بعض حقوقهم والاستفادة من الظروف ليس فيها شيء وإن تقاطعت مصالحهم مع أمريكا لفترة من الزمن،،، مع العلم أن الكثيرين من الأكراد يعرفون أمريكا وتاريخها الأسود مع الأكراد،،، ولكن يرون أنه يجب الاستفادة من الأوضاع الحالية...
والحديث ذو شجون .. ولكن أهم شيء في الموضوع ألا تأخذنا العاطفة والعنصرية المقيتة أن ننكر حقوق الآخرين لأن هذه الأرض لله تعالى والناس مستخلفون فيها فلا يحق لأحد أن يحرم أحدًا من حقوقه فيها،،، واتمنى ان تقروأ عن تاريخ الاكراد بعقل مجرد عن الموروثات العنصرية التي تغذينا عليها عبر عقود من الزمن،، وكل ذلك يعود بالفائدة على نفسك أولا حيث تستقل شخصيتك ورؤيتك للأشياء ثم الفائدة على الأمة حين ترى جميع الأعراق والطوائف متحابين ومتآلفين..
راجعوا تاريخ شمال سوريا قبل 300 عام تقريبا لا سيما في منطقة الجزيرة لن تجدو عربيا واحدا في ذلك الوقت في تلك المناطق، بل كانت مناطق كردية ابتداء من عفرين إلى عين العرب إلى رأس العين والدرباسية وعامودا إلى تل كوجر (المعربة إلى اليعربية) ولم يتواجد العرب في هذه المناطق إلى بعد نشوب حروب في شمال الجزيرة العربية أي شمال السعودية بين القبائل فهاجرت قبائل العنوز والشمر وغيرهم إلى منطقة الجزيرة امتدادا إلى الموصل حيث كان الماء والمرعى ...
أما بالنسبة لعرب الفرات إنه تم إجلاء بعض القبائل العربية البدوية التي كانت تسكن حوض الفرات في الرقة وما حولها وجاؤوا بهم إلى قرى القامشلي، وأخذوا من الأكراد أفضل الأراضي ووزعوها على هؤلاء البدو بقصد تعريب المنطقة وتوطين البدو.. أما كان بإمكانهم أن يجلوهم إلى حماة أو حمص أو حلب.. ولماذا يأخذوا من الناس أملاكهم ليعطوهم لهؤلاء الغرباء.. فهل هذا إنصافا وعدلاً أم هي العنصرية المقيتة.. و أصحاب الأراضي الأصليين يعرفون أراضيهم ويعلمون أبناءهم أنها لهم ولو بعد مئات السنين..
الأكراد في سوريا لم يطالبوا بالانفصال ولن يطالبوا أبدا وإنما المطالبة ببعض الحقوق الإنسانية والاجتماعية والثقافية والعلمية التي يحصل عليها إخوانهم العرب داخل سوريه.
منقول