نشرت السيدة الشاعرة ام فيصل هذه القصيدة
في منتديات الشعر الشعبي:
********************************
جنت شاطـر ,, وتحسبلي حســاب النــاس
واجـر حســرة اشكبــرهه اعله التعـــداني
وجنت مرتــاح بـال ولاتجينــي همــوم
ويــوم الشفته مــامر كــل الهــم اجـــاني
ابو حجاية الحلوة الماتملهه الـــروح
يتيــه الكلب مـن حســـن المعــــاني
شكـد تسامرنه وحجينة والسمــر طــال
ولاخـَلصــت سوالفنــه ولا روانـــــي
من يضحــك ... الدنية شــوسعهه تصيــر
ومـن يحــزن تلفني همــومي واحزانــــي
ليلي يمــر عليــَّه وبــالي كلــَّه ويــاه
ومن اغفــه ألاكــي طيفــه وعـّــاني
صــرت مجنون آنه بســحر العيـــون
وصارت روحــي سجنــه وهــوَّه سجـاني
حرت مــدري شكــولن شرد اسولف بيــه
دولبنـي هــواه بحيــره خلانـــي
ومن حبي إله صــرت ْ اشتهـــيه للمــوت
بــس كــون الحبيـــب يـصيـــر دفـــّــانـي
أخذ روحي وصــرت جســـم ٍ بــلايه روح
والهـــَم بغيـــابـه هــوايه أذانـــــــي
صــار جلمــه بكــل قصــيدة ومعنــه إلهــه
وبس بيه الشعـــر يحله والمعـــاني
**********************************
ولانني ابحث دائما عن مثل هذه المشاركات التي تمثل ( تحديا انثويا ) لمعاشر الرجال
وقوانين الحياة الشرقية عامة والعراقية خاصة (كما اسلفت في موضوع سابق) تناولت
فيه قصيدة ( ما عوفك ...جذب) في هذه المنتديات قبل ايام..
مع هذه القصيدة ... لام فيصل يمكن ان نسجل بداية لتاريخ الادب النسائي العراقي
الذي يحطم اسوار الاحتكار ... لتجارة ادب الحب والغرام ...
( ربما هناك غيره ) حيث (لا تتوفر مصادر وربما ليس لدي اطلاع واف)...
حيث كان ولا يزال محتكرا من قبل الشعراء الرجال...
يقولون ما يشاؤون ... دون رقيب ولا حسيب..
وهم يشرحون آلامهم وآمالهم في بوح شعري الى حبيباتهم...
في حين تركن النساء رغم مشاعرهن الجامحات الى السكوت ..
دون كلام ... خوفا من ان يقال عن احداهن ::: عاشقة
في المجتمع الشرقي الذي يصادر كل مشاعر الاناث ويعتبرهن
ادوات للهو والحب ... والخدمة ... والتباهي..
لا تحسد النساء بل لا تجد من يرأف بهن او يهتم بمشاعرهن...
وكما قلنا سابقا لن تجد في الادب العربي الفصيح ... ولا العامي
قصائد نسائية تتحدث بصراحة عن الشوق والهيام...
***************
ان جرأة المرأة على خوض غمار الحب علانية ( قولا) او (فعلا)..
يحتاج الى شجاعة كبيرة .... مثلما يحتاج الى مجتمع واع يفهم
تلك المشاعر ونظر اليها باحترام....
وربما يكون ( الاسم الرمزي) والصورة الرمزية للشاعرة احد اسباب
الشجاعة.... !!! فمن يعرف تماما من هي ام فيصل الرائعة..
هي اسم في المنتديات.... وهذا ليس تقليلا من شأن اختنا الفاضلة
بل اشارة الى واحد من اسباب التطور الحضاري الذي نعيشه جميعا...
ففي ما مضى ... كان الشعراء العرب وشاعراتهم يقفون امام الجموع
ليلقوا قصائدهم.... والجميع يعرف من هذا ومن هذه..
اما الان فبامكان النساء ان يكتبن ما شئن تحت تسميات مستعارة
حينا وتحت اسماء حقيقية اعتمادا على مجموعة من الظروف
الاجتماعية المحيطة بتلك الشاعرة....
وهذا سهل كثيرا مهمة البوح بمشاعر الفاتنات العاشقات
لمن يعشقنهم ويهمن في غرامهم وهن يتغزلن بعيونهم
ورشاقتهم وما جبلوا عليه من امور تثير مشاعر النساء
ولا يخلو من عتب وغضب ... ولوم ومشاعر جياشة تشابه
مشاعر الشعراء عند الديث عن ةحبيباتهم...
ولنعد الى القصيدة لنختار منها ما يمكن ان يكون انموذجا
لبعض ما حكيناه...
ابو حجاية الحلوة الماتملهه الـــروح
يتيــه الكلب مـن حســـن المعــــاني
شكـد تسامرنه وحجينة والسمــر طــال
ولاخـَلصــت سوالفنــه ولا روانـــــي
من يضحــك ... الدنية شــوسعهه تصيــر
ومـن يحــزن تلفني همــومي واحزانــــي
ليلي يمــر عليــَّه وبــالي كلــَّه ويــاه
ومن اغفــه ألاكــي طيفــه وعـّــاني
صــرت مجنون آنه بســحر العيـــون
وصارت روحــي سجنــه وهــوَّه سجـاني
حرت مــدري شكــولن شرد اسولف بيــه
دولبنـي هــواه بحيــره خلانـــي
نلاحظ ان الاشواق والالام التي تنقلها لنا ام فيصل وهي تكابد
حر الفراق والهجر مشابهه تماما لما يقوله الرجال ...
الا ان طعما خاصا ينتابنا ونحن نعرف مسبقا ان هذه المفردات
لامراة شاعرة...
ليس فقط لتاثيرها العاطفي بل لشجاعتها على البوح
والتغزل بالحبيب...
والشاعرة تتحدث وكانها شاعر اي بصيغة المذكر احيانا:
( صــرت مجنون آنه بســحر العيـــون
وصارت روحــي سجنــه وهــوَّه سجـاني )
فلم تقل (صرت مجنونه) .... وهو ما يناسب ضمير
المفرد المؤنث ....
وهذا اسلوب جميل مشابه تماما لاسلوب الرجال
عندما يخاطبون حبيباتهم باسلوب المذكر....
وقصيدة ام فيصل تحمل كثيرا من الصور المعبرة الجميلة
الواضحة السهلة التلقي...
وفيها لوعة وعذاب وحرمان ... وأمل وحب ينتظر الوفاء...
*****************
كان هذا الجزء الاول من المقال
لي عودة للتعليق على وزن القصيدة
وهو من بحر (الهزج) ويطلق عليه اسم (التجليبة) في العامي
الذي يحوي الكثير من الملاحظات....
والابيات غير الموزونة....
تحياتي واعجابي لام فيصل
د.هاشم الفريجي