( في غرفة العناية الخاصة )
بينَ أنا وأنا
صَمْتٌ من قُبَلٍ تعادِلُ الكون
وكأسٌ تختصرُ مسافاتٍ
يضحكُ لها نابُ الربيع
يصوغُ رِداءَ العطرِ
ويتنفّسُ مروجاً بِمِلْءِ الشَوْكِ
إذِ الشوْقُ يختزِنُ احتِضارَ الزهرِ
والزهْوُ يُلْقي عتباتِ المرض.
وَيُحَدِّثُ الأماكنَ طِفلٌ
حملَ إلى أمّه ورْدةً
بِلُغَةِ الرصاصِ والـ ( tnt )
يزيلُ همَّها لِتُحْرِقَ الشمْسُ تابوتَ الألَم.
وما أنا إلاّ سماءٌ
تغفو على جبْهَتي رَوابٍ تسْتَحِمُّ بِعَبَقِ الندى
يتّكئ الطيرُ على ذراعِ النسيم
يحلُمُ بِغُصْنٍ
يكادُ يمسحُ تَعَبَ العناقيد
ويُسَرِّحُ شَعْرَ السنابِلِ عذارى
يُداعِبْنَ الموْتَ بِرائحةِ الكرز
يَسْتَقينَ عِنَباً يَنْسَدِلُ بِحرارةِ الثلج
وَيُغذّي شِفاهَ التفاحِ اكتِئابا.
وَأُخَبِّئني عُمْراً تحت كلِّ حصى
أتشرَّدُ سُهولاً مُتماوِجةً على بقايا الزمن
ألْتَحِفُ صلاةَ قدّيسٍ يصبغُها الفجر
ونَكْهَتُها السنديان.
وَما استَيْقَظْتُ إلاّ صُبْحَك
وتفتّحتُ نجمةً فوقَ شُرْفَتِك
أنسابُ نهرَ عبيرٍ من صوبِك
وأرْتَدي مساءاتِكَ بِلَوْنِ الحكايا
فأصيرَ دروبَ مراكبِ سَفَرِك
وَأراني رفّاتِ غُنْجٍ ذائبةً
تتناوَبُ على حَمْلي
إغْفاءَتُكَ ويقظَتُك.
مريم عودة
10-1-2011