يمشي أحدنا وهو يكاد يبلغ الجبال طولاً ويخرق الارض عرضاً
ثم فجأه يقال لقد مات فلان وهو نائم
غريبون نحن
يركب أحدنا سيارتـه وهو يتمتم بأغنيـة للفنان الفلاني فإذا مافتح المذياع
وسمع خبر وفاة هذا الفنان .. إذا بـه يردد غفر الله لـه لقد كان يغني والغناء حرام
غريبون نحن
إذا كنا إثنين في مجلس إننا نتكلم في ثالث غائب بما لا يسره
فإذا ماكنا نحن الثلاثـه تكلمنا في رابع غائب
غريبون نحن
يغتر أحدنا بملبسه الجديد ويزهو بـه فرحاً
ولكننا لا نفرح أبـداً بلبس الكفن عند الموت مع أنـه جديد أيضــاً
غريبون نحن
إذا ماكنا في وليمـة كبيـرة بها مالذ وطاب من الطعام والشراب
فأكلنا حتى أمتلأت أحشاءنا من كثـرة الأكل والشرب عندها فقط نتذكر
أن هناك أخوة لنا لا يجدون ما يأكلونـه أو يشربونـه
فنقول لاحول ولا قوة إلا بالله ثم نسمي بسم الله أولـه وآخـره
غريبون نحن
نمـُر بالمقبـرة كل يوم ولا نسلم عليهم فلا نتذكر أننا سنكون عندهم في يوم من الأيام
ونتمنىَ من يمـُر علينا ويقول سلام دار قومٌ مؤمنيـن
غريبون نحن
وُلدنا ثم كبـرنا ثم تعلمنا ودرسنا ثم عملنا ثم تزوجنا فرزقنا بقـُرة أعيننا
فورثنا أولادنا فكبروا ثم درسوا وتعلموا ثم عملوا ثم تزوجوا فرزقوا بقراري أعينهم
فشاخوا فماتوا فورثوا أولادهم فكبروا أولادهم .. وهكـذا ( وهذه هي الحياة )
غريبون نحن
نضحك لصاحب المنصب عند توليـه لمنصبـه
ثم بعد ذلك نبكي من شدة الفرح على زوالـه من منصبـه
غريبون نحن
نعمل ونكدح ليقبض المال غيرنـا .. ورغم ذلك مازلنـا نعمل
غريبون نحن
يفوز فريقنا فنفرح ونهنيء حكم المباراة على إدارة اللعب
فإذا ما خسرنا المباراة .. شتمنا الحكم وأرجأنا هزيمتنا إليـه .. رغم أنـه نفس الحكم
غريبون نحن
إذا ما نجحنا وتميـزنا .. ذكرنا من كان لـه الفضل في هذا النجاح
لكن ما إذا أخفقنا قلنا الحمدلله على كل حال .. وكأن رب النجاح والأخفاق ليس بواحد
غريبون نحن
نتمنىَ من الله أشياء ونحن نعلم إننا لا نستحقها
ولا نتمنىَ من العبـد أشياء رغم إننا نستحقها
غريبون نحن
نكتب بأيدينـا ما يجني علينـا .. ولانجد مصالحنـا إلا عنـد من مصالحهم عنـدنا
غريبون نحن
تمر الأيام والمناسبات والأعياد فلا يزور أحدنا الآخر
وإذا ما إلتقينا صدفـة .. قال بعضنا للآخر لقد جئناكم بالأمس ولم نجدكم
غريبون نحن
نبكي ونحزن بشدة لفراق عزيز علينا .. لكننا رغم إننا أعزاء على أنفسنا أكثـر
إلا إننا لا نستطيع أن نبكي عنـد فراقها
غريبون نحن
تعلمنا القراءة والكتابـة .. لا لنقرأ أو لنكتب بل لنسمع فقط