وَجَدْتُ رَسائِلي

وَجَدْتُ رَسائِلي في كفِّ
طفلٍ ...يُبَعثِرُها على ريحٍ تَوَلَّتْ
فَيَسحَقُ بَعضَها في أرضِ طينٍ ...ويَرميَ بَعضَها ويقولَ بُللّت
وقَفتُ بِجانِبٍ كَي لايراني... لأجمَعَ مِنهُ أوراقٍ تَناسَتْ
فَتلكَ مَشاعِري خُطَّتْ بِلَيلٍ... وعَيناي الَّتي بالحِبر فَضَّتْ
وتِلكِ سطورَ عشقٍ لايُجارى... لَها في القلبِ أبيات تَغَنَّتْ
أَرى في كُلِّ حَرفٍ كانَ شوقٌ... لهُ بينَ الجوانحَ ماتَخَلَّتْ
جَمَعتُ قَليلَها والقلب يَشكو... أليسَ منَ الوفاءِ بهِ تَحَلَّتْ
وهل نَسيَتْ بما في القلب وِدٌّ ... وَهَلْ هيَ ياتُرى بالهَجرِ جُنَّتْ
اذا مرَّ الهَوى فيها بطَيفٍ ... وإن سَمَعَتْ بليلِ الحُبَّ غّنَّتْ
وبينَ تَنَهدي والشوقَ وَصلٌ وما مِن أنةٍ إلاّ وَرُدَّتْ
تَرَكتُ لَها فؤادي والخَفايا وأوهاماً منَ الماضي تَجَلَّتْ
عَرِفتُ بَراءةَ الأطفالَ فيها فأسلَمتُ الأمانيَ ماتَمَنَّتْ
وَعينايَ التي مُلئَتْ بدَمعٍ تُشاغلُ أظلعي لما تَحَنَّتْ
فعُدتُ لوحدَتي أبكي قليلا... لكَي أجمَع عتابي إن أَطَلَّتْ
لقد مَرتْ ِسنينا لم أراها... ولم تَبقى لَها ذِكرى وَحَلّتْ
وحاوَلتُ المُرور على دِيارٍ... بِها الدُنيا معَ الأقدار مَلَّتْ
فما وُجِدَ الضِياءَ بهِ أنيساً... سوى الظَلماءَ في الأركانِ مُدَّتْ
هناكَ
صَبيةً تلهو بِطَيرٍ... وحينَ سَالتُها خَزَرَتْ وأنَّتْ
لماذا جِئتَ تَسئلَ عَن فتاةٍ ... ولَم تَسئَل عَليها يَومَ شُلَّتْ
أتتركَها سِنينا ثمَّ تَأتي ... وفي عَينَيكَ آهات تَبَدَّتْ
وقَرَّبتُ السؤال لَها قَليلا... فقالتْ أختي الكُبرى
تَوَفَّتْ

ولمْ يبقى لَها بالدارِ شئٌ... سُوى أوراقَها واليومَ وَلَّتْ
لِهذا مامَسَكتُ هُنا دُموعي وَما عَتبي سوى أوهام مَرَّتْ
أَضاعَتْ ذِكرَياتِي كفِّ
طفلٍ ...يُبَعثِرُها على ريحٍ تَوَلَّتْ

.
أبو حيدر الشريفي
2010/8/14