السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اضاع الازوري اليوم فرصة ذهبية كانت مواتية له للدخول ضمن المربع الذهبي المنافس على احدى الميداليات الثلاث الاولمبية بعد خساراته الدراماتيكية امام نظيره البلجيكي بهدفين مقابل ثلاث في مباراة شهدت حالتي طرد لكلا الطرفين وركلتي جزاء لايطاليا سجل كلتاهما روسي بنجاح واليوم ساضع لكم وصفا للمباراة مع تلخيص للحالات التكتيكية المهمة التي حصلت علما باني لم اشاهد اخر 6 دقائق من اللقاء للاسف لكني ساتكلم عن ما جاء اليوم ما احداث عسى ان نضع يدنا على الخلل الحاصل في الفريق .
ونبدأ بصورة من ملعب اللقاء
صورة لملعب اللقاء ( ملعب العمال في بكين )
تشكيلة الازوريني لمباراة اليوم ضمت التالي :
للحراسة : فيفيانو ( اندريا 81)
للدفاع : دي كيلي , كريشيتو , بوكيتي , موتا
للوسط : نوتشيرينو , مونتوليفو , تشيغاريني ( اباتي61 )
للهجوم : جيوفنكو ( كاندريفا 88) , اكوافريسكا , روسي
الشوط الاول
في الشوط الاول لعبت ايطاليا بالتشكيل اعلاه وكان اللعب مفتوحا منذ البداية فلالزوري كان يلعب بخطته الهجومية المعتادة الا وهي 4-3-3 وبلجيكا كانت تلعب بخطة 4-2-3-1 وهي خطة متوازنة دفاعيا وهجوميا لكن اللقاء وكما قلت كان مفتوحا لذلك حاول كلا الفريقين الوصول لمرمى الاخر وسنحت مع الدقيقة 5 اول كرات اللقاء للازورينيحينما وصلت الكرة الى جيوفنكو الذي راوغ لاعبا داخل المنطقة وكان من الممكن ان يحرز هدفا منها لكنه سددها بغرابة الى خارج المرمى !! ومع تقادم الدقائق حاول الازوري ان يشدد من قبضته على اللقاء وذلك من خلال الهجوم المكثف بلاعبي الهجوم فضلا عن تقدم مونتوليفو للامام مع تواجد شبه دائم من الظهير الايسر الايطالي دي كيللي الذي كان دوره كبيرا لهذا اليوم !!
اسلوب الفريق البلجيكي كان يعتمد على التواجد المكثف في منطقة الوسط فضلا عن اغلاق المساحات امام لاعبي ايطاليا وذلك بالضغط المتواصل على حامل الكرة من اجل افتكاك الكرات منه وشن هجمات سريعة ومنظمة من لاعبي الوسط الذين كان يتقدمهم افضل لاعبين في الفريق وهم ( فارس هارون و ديمبلي موسى ) واللين كانا بالفعل افضلا لاعبي الفريق و احد اسباب الفوز وساتكلم عن ما قاما به من افعال لاحقا !!
نظير الضغط المتواصل من لاعبي بلجيكا على لاعبي الدفاع وخط الوسط الايطالي اضطر لاعبو الفريق الى اللعب الطولي الى المهاجمين وخصوصا اموافريسكا الذي شاغل الدفاع بتحركاته في الشوط الاول ومن خلال احدى الكرات الطويلة اخمد اكوافريسكا الكرة بطريقة ممتازة وحجز المدافع خلف وتقدم محاولا ان يسدد فما كان من المدافع الا ان يعيقه ليحتسب الحكم ركلة جزاء واضحة لا غبار عليها مع طرد المدافع لاعاقته ومنعه من تسجيل هدف !! انبرى للركلة جوسيبي روسي وسدد الكرة على يسار الحارس الذي ارتمى لليمين مسجلا اول اهداف اللقاء في الدقيقة 17 من عمر الشوط الاول !!
هدف روسي الاول
كان تفكيري لما شاهدت من حالة ركلة الجزاء وطريقتها ( اي الاعاقة ) وحالة الطرد على البلجيكي هو ان الحالة كانت مشابهة لركلة جزاء ايطاليا ضد فرنسا في يورو 2008 وقلت في نفسي هل مسلسل ذلك اللقاءسيعاد اليوم واعني ان ايطاليا ستنتصر باريحية 2-0 لان السيناريو المفضل تحقق الا وهو التقدم بهدف فضلا عن ان الخصم سيندفع للامام وهو منقوص مما تسهل مباغتته لاحقا !!
ما حدث تاليا في مجريات الشوط الاول قد بدد كل طموحاتي وتخيلاتي فالفريق البلجيكي غير اسلوب لعبه الى 4-4-1 وبدا بالضغط اكثر وبشن الهجمات اكثر الى ان تحصل على ركلة ركنية في الدقيقة 23 لعبت الى افضل لاعبي الفريق ديمبلي موسى الذي سددها مستغلا طول قامته الى يسار الحارس فيفيانو الذي وقف بلا حول وقوة وابعدها اللاعب موتا من الخط ليتفاجئ الجميع بان مساعد الحكم قد احتسبها هدف ولتصبح النتيجة 1-1 .
من اهم عيوب الفريق الازوري في لقاء اليوم هو ان الهجوم كان يكون بعدد قليل احيانا فحينما تصل الكرة الى قرب منطقة الجزاء البلجيكية نجد ان اللاعب الذي يريد ان يرفع الكرة يجد امامه هنالك لاعب واحد فقط داخل المنطقة وهو اكوافريسكا لذلك فان العدد القليل للهجوم مقابل العدد الكبير للدفاع كان يقتل اي فرصة بتسجيل هدف !! كما ان الفريق الايطالي لعب بتاثير الضغط البلجيكي الذي سير اللقاء كما يريد من حيث اجبار لاعبي الازوري على اللعب الطويل واللعب على الاجناب قليلا مع قلة الزيادة العددية الايطالية في الامام ,, ولو ان الازوري بتقدم لاعبي الوسط لاعطاء الزيادة قد شكل خطورة على المرمى !! كما ان خط الوسط والمهاجمين لم يستغلوا تراجع اكوافريسكا للخلف قليلا لاستلام الكرات حيث كان يجب ان يدخل لاعب محله في المنطقة حيث وجدنا اكثر من كرة تلعب عرضية دون وجود متابعة !!
استمر اللعب على نفس الوتيرة مع بضع فرص خصوصا من جيوفنكو الذي تقدم بكرة مستغلا خطأ دفاعي وبمساعدة الحكم وانفرد لكنه لم يستطع التسجيل بفعل مشاغلة الدفاع له !! الى ان جاءت الدقيقة 45 ليلعب فيها البلجيكيون كرة الى الامام حيث سبقتها مجموعة مناولات متقنة تناقلوا فيها الكرة سريعا الى ان وصلت الى مهاجمهم الوحيد ميراليس الذي استلم كرة وظهره للمرمى وتخلص من مراقبة بوكيني ولف ووضع الكرة الى يسار فيفيانو لتسجل بلجيكا هدفا ثانيا كان بخطا دفاعي كنت وقد اشرت اليه من خلال تحليلاتي للقاءات الا وهي ان قلبي الدفاع يسمحون للاعبين المهاجميت باستلام الكرات واللف بها باريحية وكان يجب تجنب هذه النقطة تحديدا من قبل المدرب واللاعبين !!
ميراليس سجل الهدف الثاني
الشوط الثاني
في الشوط الثاني نزل الفريقان الى ارض الملعب دون تغييرات في التشكيل ولكن المدرب الايطالي اعطى تعليماته للاعبين بان يتقدموا للامام لتسجيل التعادل مع اعطاء واجبات دفاعية لكل من تيغاريني و مونتوليفو كذلك وجدنا الظهير دي كالي يصعد كثيرا للامام لكن الثغرة الدفاعية في القلب ما زالت موجودة حيث كاد موسى ان يضيف هدفا ثالثا منها !! نوتشيرينو حينما كان يشترك اليوم في الهجوم لم يكن فاعلا لذلك كان كثيرا ما ننسى وجوده كما ان جيوفنكو تحرك بشكل افضل من الشوط الاول اما روسي و اكاوافريسكا فقد لعبوا باقصى طاقاتهم خصوصا روسي الذي وجدته يدافع في الهجمات المرتدة احيانا !!
وكما في الشوط الاول وتحديدا في اول ربع ساعة من الشوط الثاني كانت الهجمات الايطالية تفتقر للدقة فالعرضيات اغلبها للدفاع البلجيكي فضلا عن انها احيانا اما تفتقر للتركيز او تذهب دون متابعة تذكر لكن في الدقيقة 60 من عمر اللقاء اخرج المدرب اللاعب تشيغاريني وادخل بديلا هو اباتي والتبديل هذا كان موفقا اذ ان الخطة تحولت الى 3-4-3 بتقدم الظهير دي كيلي للوسط باللعب كجناح ايسر واباتي كجناح ايمن وبقاء كل من مونتوليفو و نوتشيرينو كمحوري ارتكاز والاخير بدا يلعب باسلوب جميل وبدأ بقطع الكرات والمساندة وهذا الامر حسن كثيرا من اداء الفريق ككل !!
اباتي حينما دخل فتح جبهة من الجهة اليمين بفضل اختراقاته وسرعته وبمساندة من روسي اما من الطرف الايسر فقد كان دي كيلي و جيوفنكو مزعجين كثيرا فأزدادت خطورة الفريق على المرمى وارتبك الدفاع البلجيكي مما زاد من فرص التعديل !!
هدف التعادل لايطاليا جاء بفضل قوة وعزيمة الظهير دي كيلي الذي اخترق من اليسار مما اجبر المدافع على اعاقته ليعلن الحكم عن ركلة جزاء ثانية انبرى لها روسي وسددها نسخة طبق الاصل من الركلة الاولى معلنا التعادل لايطاليا في الدقيقة 73 .
بعد الهدف التعديلي اندفع الايطاليون للامام مستغلين حالة الارباك والغضب عند الخصم وكاد جيوفنكو ان يسجل لولا تدخل الدفاع في اللحظة الاخيرة !! بدأ البلجيكيون بعدها باستعادة الروح وحاولوا الوصل عن طريق افضل اسلحتهم الا وهو الهجمات المباغتة السريعة فكان لهم ما ارادوا حينما تقدم النجم موسى ديمبلي واخترق اكثر من لاعب من خط الوسط وسدد كرة ارضية زاحفة مرت بالقرب من فيافيانو الذي لم يتصدى لها بغرابة شديدة ولتتقدم بلجيكا بهدف الفوز الثالث الذي كان كالوباء على لاعبي ايطاليا فتحصل فيفيانو عى بطاقة حمراء فكانت النهاية الحزينة لهذا الحارس الذي صمد امام المهاجمين في ثلاث مباريات لكنه اليوم لم يكن بمستواه المعهود للاسف ..
فيفيانو لم يكن في يومه
خلاصة اللقاء ونقاط لابد من ان تقال :
ايطاليا اليوم لعبت امام خصم عنيد وكبير يمتلك من المهارات الكثير ويمتاز بالروح القتالية التي انست كل من تابع اللقاء انه يلعب منقوصا لذلك وجنا لاعبي المنتخب البلجيكي يلعبون بكل اصرار مستغلين قوتهم البدنية الكبيرة فضلا عن وجود لاعبين طوال الامة في الفريق ككل على العكس من الفريق الايطالي الذي يمتاز بقصر القامة وهذه الامر جعل من التلاحم الثنائي يصب لمصلحة بلجيكا !! اما اهم نقاط الفرق لمصلحة بلجيكا فهي وجود لاعبين كبيرين هما كل من ديمبيلي موسى و اشرف هارون وهذا الثنائي قدم اليوم لمحات جميلة وكبيرة ويكفي ان ايطاليا كانت تعاني من الاختراق من العمق بفضلهما لذلك وجدنا اللعب كثيرا على الاطراف وهذا الامر من مصلحة البلجيك لان العرضيات الايطالية كانت اما تذهب لهم او ان الايطاليين اصلا كانوا لا يتابعون الكرات العرضية بفضل التواجد الهجومي القليل للفريق الازرق .
همسة تحكيمية :
الحكم الارجنتيني ادار مباراة جيدة هذا المساء وان كل القرارات الكبيرة كانت صحيحة فمن ركلة الجزاء الاولى الى الثانية الى حالتي الطرد على الفريقين كلها كانت حالات صحيحة 100% لكن الطامة الكبرى كانت في الحكم المساعد الذي احتسب هدف بلجيكا الاول الغير صحيح بنظري فضلا عن احتسابه حالة تسلل ضد اكوافريسكا الذي كان يستطيع الانفراد والتسجيل ولولا هذين الخطأين لربما كنا قد شاهدنا الامور مختلفة لكن هذا الكلام كله لا يمنع من ان نقول ان بلجيكا كافحت وناضلت وكانت تستحق الفوز لان الازوري هو الاخر لم يكن في يومه .
مكاسب للغد :
منتخب ايطاليا الاولمبي فريق واعد ويبشر بالخير وكان لاعبوه كلهم يستحقون التصفيق لما قدموه طوال البطولة اذ انهم اكتسحوا مجموعتهم وتصدروها عن جدارة بلا اي هدف في الشباك لكن مباراة اليوم كانت مباراة بالكرة والكرة كما نعلم فيها مبدا التوفيق يلعب دورا كبيرا جدا فكثيرا ما كنا نرى فرقا ترشح للفوز لكنه في مباراة واحدة تخرج وتضيع كل الامال لذا ومن هذا المنطلق استطيع القول ان اللاعبين فيهم الخير وهم يبشرون بمستقبل جميل للكرة الايطالية
منقول