***
تلاطف ُخذي دمعةَ هاربة ..
تجر خطاها في الظلمة الدامسة..
معذبٌ. هائمٌ..
و أنفاسي لاهثة :
زفير و شهيق..
يرتد جفني و يرتفع..
معالم المكان جامدة ..
لا صوت و لا حياة ...
صفير الهواء يصم أذناي..
لا شيء غير ضوضاء السرعة،
ثوان صمت مرت..
تعاقبت القوافل العابرة
خطوات تسابق الريح،
كما يسابق قلبي الزمن..
أفكار دامية الجناحين,,
تتقلب على صفيح الجمر
و الشوق ينثرها ذرات رماد
رمادي اللون في وجه
المارة..
همجية المشاعر تزداد ..
كلما تكاثرت الوجوه الغريبة..
أبحث عن صور مترابطة ..
عن مكنونات خفية تحت أنماط الابتسامة ..
لا جدوى من بحثي..
فالمكان فارغ ..
و الوجوه غريبة مختلفة
كاختلافها قبل كتل الزينة ..
لا أراكِ هنا ..
و لا أرى ابتسامتكِ الطفولية ..
و الدمعة المترنحة في عينيك ِ
تأبى الإفصاح عن همكِ..
كما يأبى قلبي فك رموزه،
لغيركِ...
أتخيل نفسي بعد أشهر ..
أدور وحيداً في زوايا المكان
وحدي .. لا صحبة لي ..
وحدي .. لا روح بي..
وحدي لا عقل و لا فكر..
بل خيال جسد..
يهيم جسدي .. ضائعاً.. محتاراَ...
لا سلوة له ..
أكاد أبكي..
الدمعة تتسلل رغم مكابرتي ..
عبرة مكتومة تخنقني ..و يكثر تنهدي ..
لكـأني جدع ٌ يابسُ..
قد نشف عوده ..
و تكسر غصنه..
أوراقه عانقت الأرض ،
بصفرة الخريف المرتعشة..
و الريح العاصفة تشتد
وتشتد..
آه .. آه.. يا ملاك الروح..
أعينيني .. فكل ما أراه يضطرب ..
أستشعر الانهيار آت ..
آتٌ من بعيد..
يجرف لواعجي الولهة ..
ينحتُ قلبي بحمم المجهول القريب،
و ينصهر ألمي بحمرة دمعي المتوهج..
أحتاج إليكِ:..
إلى الحنان الذي يشع في
عينيكِ.. في يديكِ..
أحتاج إلى رشفات و رشفات
من أكسير الحياة...
من ابتسامتكِ لتحيأ روحي..
أحبكِ يا ملاكِ
******
علي إبراهيم