هذه الهمسة اهمسها في اذن كل فتاة تبحث عن الحرية والانطلاق من قيود الاهل وتعتقد انها ستتمتع بالحرية المطلقة بعد الزواج والخروج من عباءة الابوين.
لكنني اهمس في اذن كل فتاة تعتقد ذلك بانها قد تكون مخطئة وواهمة، لان حياتها في منزل اسرتها ومرحلة ما قبل الزواج هي مرحلة الامان، حيث الحياة تحت لواء الاب بسلطته وحمايته.
لكن هذا الامان قد يكون ممزوجا ببعض من كبت للحرية، وهذا ليس غريبا على مجتمعاتنا الشرقية. ففي اغلب الاسر لا بد ان تخضع الفتاة خضوعا تاما للاوامر والنواهي التي لا تنتهي من والدها ووالدتها، فتعيش متقوقعة على نفسها في عالم الامان.. عالم الاسرة التي تعيش فيها.. الاسرة التي تخاف عليها، ويحميها فيها الجميع سواء والدها أو والدتها أو اخوانها، حيث يتحكم فيها كل هؤلاء، أو هكذا يُخيل اليها ويهيئ لها تفكيرها المظلم.. فتتوق بكل جوارحها الى الخروج من شرنقتها وتقوقعها، من سجنها المحكم.. من ذلك العالم الضاغط على مشاعرها وحريتها وانطلاقها. وتظن ان الخلاص من كل ذلك في الزواج!
لكن يأتي الزواج في بعض الاحيان فيحطم تلك التوقعات السابحة في فضاء الخيال على صخرة الواقع، خاصة عندما يتسلم الزوج كل السلطات وزمام الامور من والدها، بل قد يمشي على النهج نفسه من التسلط والتحكم، ويأمر وينهى فيسبب لها خيبة امل في امتلاك الحرية.
وهنا اهمس في اذن تلك الفتاة التي تفكر بهذا المنطق الغريب، بان الحياة الزوجية شركة تقوم على التفاهم والتناغم بين الطرفين، وان سلطة الاهل أو الاب في حد ذاتها حماية لها وامان لمستقبلها. اما سلطة الزوج فهي حماية شرعية له ولاسرته الصغيرة، فقبول السلطة الشرعية للزوج هو اول صفقة بين الزوجين لحياة مستقرة وآمنة وسعيدة وتنفيذا لشرع الله وتعاليم ديننا الحنيف