جمعهم الزمان والمكان، فجَعل منهم زملاء عمل، لينهمك كلٌ منهم في عمله ، محاولاً كلاً منهم على حدة اثبات
وجوده وقدرته على القيام بالعمل على أكمل وجه،
مرت الايام .. وكما هو دوام الحال من المحال .. فلم يدم شيئٌ على حاله..
فقد نَشَبَ خصام بين (عمر) و(foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) حول سوء فهمٍ نَتَج خلال أحد نقاشاتهما حول أمرٍ من أمورٍ العمل،
وما هي إلّا لحظات حتى أصبحا حديث كل من هم في دائرة العمل، ليأتي ( طارق) والذي لا تربطه بأيٍ منهما علاقة شخصية سوى علاقة العمل،
وبسرعة البرق ليطرقَ باب (foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) متظاهراً بتعاطفه الشديد معه وبرغبته في الوقوف إلى جانبه ضدّ من اثار غضبه وحنقه ..!!
فيرحّب ( foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) بصديق الغفلة الجديد (طارق) ظانّاً منه الحسنى متوهّماً فيه الخير، ليفسح المجال له ليُفيد بما عنده من خير وحكمة،
ليبدأ ( طارق) فيضاً من الكلمات لاهوادة فيها في حقّ (عمر) أمام (foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) .. غيبة وكذب واتهامات باطلة ..!
ليخرج مزهواً بنفسه وبالصديق المغفّل الجديد الذي اضافه إلى قائمة اصدقائه اللذين سيحتاجهم في يومٍ ما، فزلّاته كثيرة،
وكثرة هؤلاء السذّج ستشفع له عند مدير العمل إن اضطر لشهادةٍ في حسن النية والبراءة،
تاركاً (foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) مشتعلاً بغيظه، صابّاً نار غضبه على (عمر)
و(طارق) ينظر من بعيد .. وكله أمل ..
أملٌ في الخلاص من (عمر) الذي كان في يومٍ ما منافساً شريفاً له
وأملٌ في صديقه المغفّل (foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) الذي سيكون انضمامه إلى صفّه مُربِحاً
لتكشّف الأيام لـ( foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) مدى سذاجته التي كان عليها، ليضّع يده على خدّه مألباً لذاته،
فلا الأيام ستعود .. ولا الجرح سيندمل ..
كم مرة كنتُ أنا وأنتَ وهي وهو (foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) .. أو ربما (عمر)
ويحدث في مثل هذه الحالة، أن نصطدم بالناس،وأقل ما يمكن أن نفعله هو البكاء بصمت، ونغلق ابوابنا على أنفسنا،
ولكننا بعد ذلك نجد أنفسنا محاولين أن نعدّل من هذا التطرف ليكون الاعتدال نوعاً من الاحتياط،
أي أننا نغيّر سلوكنا من عدم تصديق أي شيء إلى تصديق بعض الأشياء والشك في بعضها الآخر، ثم تصديق ما نراه منطقياً أو معقولاً ..
بما يُناسب الحالة التي نعيشها ..
فقد كان إذا قيل لأحدهم: أنتَ جميل، فإذا به يزهو على الناس ..
كل الناس يحبونك، فإذا به يُعانق كل الناس ..
كل الناس يكرهونك، فتراه يهرب من كل الناس ..
حتى يصبح بعد ذلك كرةً في أرجل الناس يضربونه من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين
والنتيجة: أنه لم يعد يصدّق أحداً من الناس ..!!
حتى تجيء بعد ذلك مرحلة يعتدل فيها، ويكون اعتداله أنه يصدّق بعض ما يسمع ويكذّب البعض الآخر
أما الثمن .. فهو فادح
وليس هناك من أحدٌ لن يدفع هذا الثمن، فالبعض يدفعه مبكراً، والبعض الآخر سيدفعه ولو متأخراً
فالذي يعطي أذنيه للناس يفقد عينيه ..!
والذي يعطي عينيه يفقد أذنيه ..!
أما الذي يُعطي عقله للناس، فهو الذي أضَاعَ السمع والبَصر، أَضَاع نفسه ..!!
ولذلك .. فالناس شرٌ لابد منه .. خيرٌ لابد منه .. وبين هذا الخير وهذا الشر تتأرجح حياة العذاب اليومية
فهناكَ أناس لهم أنياب وأظافر، وأعماقهم في لون الشوارع القديمة التي كان الزفت يغطيها ناعماً لامعاً
إنها الحقيقة الناصعة السواد ..!!