ان وجود قوى امن قوية و مجهزة بالمعدات و الاسلحة الحديثة تمكنها من الدفاع عن الوطن و مكافحة الجريمة ضرورة و تعتبر من اهم عناصر بناء الدولة الحديثة التي يحرص كل المواطنين على بنائها. نظراً لامتلاك العراق لحدود دولية مع ايران و تركيا و سوريا و الاردن و الكويت و السعودية تجعل بلدنا عرضة لاطماع حكومات دول الجوار بالأضافة الى عصابات الجريمة المنظمة المحلية و الاقليمية و الدولية و التي تحاول المساس بأمن العراق عن طريق ارسال الارهابين و الاسلحة و المواد المتفجرة بالأضافة الى المواد المخدرة التي لايقل خطرها عن خطر الارهاب.. أوردت تقارير حديثة نشرها مكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة (أن هناك ممرين رئيسيين نحو العراق، الذي تحول إلى مخزن تصدير تستخدمه مافيا المخدرات، مستفيدة من ثغرات واسعة في حدود مفتوحة وغير محروسة، فالعصابات الإيرانية والأفغانية تستخدم الممر الأول عبر الحدود الشرقية التي تربط العراق وإيران. أما مافيا تهريب المخدرات من منطقة وسط آسيا فتستخدم الممر الثاني الذي يسير عبر إقليم كردستان وصولا إلى أوروبا الشرقية. إضافة إلى ذلك هناك الممرات البحرية الواقعة على الخليج العربي الذي يربط دول الخليج مع بعضها).
أن الفئة الأكثر استهدافا من قبل مهربي و مروجي المخدرات هم الشباب و أن استمرار تفشي ظاهرة انتشار و تعاطي المخدرات بين الشباب ستزيد من المشكلة الأمنية داخل العراق حيث يدفع الإدمان على المخدرات المدمنين إلى ارتكاب جرائم متنوعة والانخراط في السلك الإجرامي تحت واجهات و مسميات عديدة لذا يتوجب توعيتهم وتثقيفهم وإشراكهم في عملية الوقاية من خطر هذه السموم و تعزيز التعاون و الشراكة بين مديريات مكافحة المخدرات في المحافظات و السلطات القضائية و الجيش و الشرطة و قوات حرس الحدود و السلطات المحلية و دوائر الصحة و المؤسسات التعليمية و المواطنين لتحصين أبنائنا من خطر المخدرات و القضاء على ظواهر التعاطي و التهريب..
و لعل ما قام به رجال مديرية مكافحة المخدرات في ميسان فى الفترة الأخيرة خير دليل على الحس الوطنى الكبير من خلال التركيز على مهربي و مروجي المخدرات في المحافظة حيث اكد مدير العلاقات و الإعلام في شرطة ميسان ان قوات الشرطة ضبطت ثلاثة متهمين بتجارة المخدرات اثنين منهم في منطقة الماجدية في مركز المحافظة و بحوزتهم 2000 من اقراص الـبلاتنيون و الاخر في منطقة الوحدة الاسلامية و بحوزته 500 قرص من نفس المادة و قبلها القت المديرية القبض على العديد من الموزعين و المهربين في المحافظة خلال الفترة التي تلت عمليات فرض القانون.
إن الجرائم المرتبطة بالمواد المخدرة عالمية ومكافحتها يتطلب استمرارية التدريب و التنسيق بين المديريات و الدوائر المعنية بالاضافة الى التنسيق مع المنظمات العالمية المختصة و تبادل الخبرات مع الدول الاخرى من اجل وقف نشاط عصابات الجريمية المنظمة التي تحاول العبث بأمن و استقرار العراق..