المرشحون الجدد.. وشرفاء روما!!
بقلم : صباح زنكة
لعل العبارة السائرة (شريف روما) تقترب الى الاذهان كلما اردنا الانتقاص من شخص وضيع يدعي الشرف وربما اقربهم الى هذه الصفة هم اشراف روما اوشرفاء روما ممن سهل عليهم اكتساح صناديق الاقتراع باسلوبهم النظيف (جدا)! لانهم يتعاملوا مع الديمقراطية المستوردة بشرف روماني!.
وقبل ذلك ينبغي ان نتعرف على اصل حكاية العبارة ( شريف روما) حيث تعود الى ثلاثينيات القرن الماضي (كما نقله البعض) وذلك بعد حادث مسرحي جرى في بغداد آن ذاك، فقد عزم الفنان المصري جورج ابيض بعد ان لاقى مسرحية (يوليوس قيصر) ترحيبا واسعا في الاوساط المصرية ان ينقل تجربة العرض المسرحي الى بغداد ،فجاء الى بغداد بصحبت الفنانين وحيث لم يكن هناك مسرحا جاهزا فقد استعان باحدى المقاهي الكبيرة وجهّزها بشكل يشبه المسرح الى حد كبير ألا انه لم يشأ ان يحضر معه "الكومبارس" حيث يكلفه ذلك اثمان باهضة كالاقامة والطعام والنقل فكان لابد من الاعتماد على اشخاص من بغداد ليتمكن من سد النقص الحاصل، ولما سأل عن اشخاص يمكنهم ان يتقمصوا ادوار جيدة وبثمن مناسب، اشاروا اليه بالذهاب الى منطقة الميدان حيث يعتاش هناك السكارى والمنبوذين والشذاذ والمتسكعين فضلا عن الشقاوات المعتاشين على الاتاوات المنتزعة من هذا وذاك،وبالفعل تمكن من الذهاب هناك واقناع بعضا من الحثالات من الاشتراك معه في مسرحيته لقاء اجور مناسبة فقبلوا بالدور، ثم انه البسهم الزي المدني الروماني وهو ثوب ناصع البياض ووضع على رؤسهم تيجان من ورق الغار الاخضر،وجاء يوم العرض ولكن في اثناء العرض حصل مالم يكن في الحسبان.
ففي احد مشاهد المسرحية يظهر فيه يوليوس قيصر وهو جالس على العرش فيطلب من الحاجب ان يُدخل عليه اشراف روما فدخل الاشراف واحدا تلوا الآخر، وفجأة تعالت قهقهات وضحكات الجمهور واصبح احدهم يصيح ويجيبه الآخر: لك باوع هذا مو عبود ابو العرق؟!...شوف شوف هذا الثاني ستوري النشال! وعكاوي الحرامي... لك باوع باوع هذا ابن شكرية الحفافة اخت حسيبة الدلالة هههه ههههه..لك شوفهم ..والله وكت.. واحدهم صاريلي شريف روما .. وكت .. شريف روما!!)..ومن ذلك اليوم انطلقت عبارة شريف روما!.
وبالفعل حكاية شريف روما التي انطلقت في الثلاثينيات القرن المنصرم شقت طريقها اليوم بانسيابية متناهية الى الالفية الثالثة في القرن الحالي حيث اعتلى المسرح السياسي بعض من (الشرفاء) خدمتهم الصدفة وانتشلتهم الانتخابات المزيفة لتطلق بهم من حالة الوضاعة التي كانوا يعيشون فيها ويتربّون عليها ،الى ترف غير متوقع، ليتربعوا على رقاب الابرياء ومن ثمّ من تقمص دور ما يسمى (ممثلين سياسيين)...والواقع انهم فعلا ممثلون سينمائيون ومسرحيون يجيدون فن السياسة الهزيلة والهزلية، يضحّكون المواطن متى ماشاؤا ويبكونهم وقتما شاءوا ويرضّونهم بمشيئة سياسية مقننة، لانهم فعلا شرفاء ..ولكن من روما