كيف لا احزن ...؟!!
كيف لا احزن ياترى قالوها كتيرا كتيرا وكنت اقول لهم سارى تمر الايام
وانا على حالي فيسخرون من تعلقي بماض قد جرى كيف لا أحزن وقد منحت حياتي ..؟
ونبضاتي ودقاتي وآهاتي ودمعاتي وعباراتي وقصيداتي ومعاهداتي لمن تخلى عنها بسرعة الممات ...
كيف لا أحزن وقد تحطمت أحلامي ..؟
وتكسرت أقلامي وتناثرت أجرامي وتدفقت آلآمي وتشتت أمامي
وتكررت أسقامي وتقطعت أنغامي ...
كيف لا أحزن والشمس غابت ..؟
والشموع ذابت والأقدار لانت والنهاية حانت والبداية
كانت والطريق ضاعت والعودة إستحالت والحياة ماتت ...
كيف لا أحزن والحبيب باع ..؟
والعمر ضاع والقلب جاع والجسد إرتاع
والنوم كيل بالصاع والقبر بالمزاد أصبح يُباع ...
كيف لا أحزن والليل أصبح نهار ..؟
والجار هجر الجار والطير من عشه طار والحليم بحالي حار
وفاتني وسبقني القطار واخترق قلبي ألف مسمار وجسدي من الحمى أصبح نار
والمسلم بعهده أصبح من الكفار ...
كيف لا أحزن والحزن يستمد حزنه مني ..؟
والقدر يتعلم القدرة مني والصبر يتعلم الصبر مني والقلب يتعلم الحب مني
والوفاء يتعلم الوفاء مني والحبيب يتعلم الحب مني والذكي يتعلم الذكاء مني
والغبي يتعلم الغباء مني والمخدوع يتعلم الخداع مني والناسي يتعلم النسيان مني
والمتذكر يتعلم التذكر مني والحياة تتعلم الحياة مني
والفناء يتعلم الفناء مني ومني لا لا لا تتعلم مني...
كيف لا أحزن والأصدقاء رحلوا ..؟
وتخلوا وهجروا ونسوا وتناسوا وخدعوا وغدروا وخانوا وبقيت وحيدة أقول يا ليتهم ما كانوا ...
كيف لا أحزن والحقيقة مكذوبة ..؟ والهدية مردودة والبسمة مسلوبة والحقيقة محدود والأحبة محجوبة
والقلوب مقلوبة والشرايين مشوبة والدماء مجرودة كيف لا أحزن وقد أصبحت موزعة للجراح ..؟
في الليل وفي الصباح كأنني في الظلام مصباح ولأبواب الحزن مفتاح وبعد التعثر أكون صاح وعند النهوض أقول يا فتّاح إلى متى ...
إلى متى تغمرني الجراااااااح ...؟!
كيف لا أحزن وقد نفذ صبري ..؟
وحارت الكلمات بشعري وأعلنت نهاية قدري وعرّيت للسيف صدري وانتحلت شخصية غيري
لعل الحظ إذا انتحلت عليّ يجري فأخفقت فرضيت بأمري كيف لا أحزن وقد انفجر الوريد ..؟
أحزاني في كل يوم جديد ذكريات تفلّ الحديد أيام كانت من الوعيد بيوت شوارع أشجار أرصفة سيارات
أرمقها من بعيد تسألني نفسي إلى متى ستبقين وحيدة ..؟ إلى متى خفقان قلبك الشديد ة..؟
إلى متى ستبقى صاحبة التندهدة..؟ إلى متى الوفاء لها يا صاحبة الدماغ العنيدة ..؟
كيف لا أحزن وقد سقطت آخر ورقة خريف ..؟
و قصائدي أصبحت رهينة التحريف هذا يمحو أُسماً و آخر يضيف لا تظنون بأني ضعيف
و لكن الوحدة تخيف تجعلكي تصطنعين التخاريف تجعلك تجلسين على جنبات الرصيف تسألين ..
تسألين .. أليس هناك رغيف ..!!!
كيف لا أحزن و قد حلّ الخراب ..؟
و رحل الأحباب و بقي بعض الأصحاب و أُقفل الباب فليس هناك إياب
و سكنت أعالي الهضاب كلماتي طعامي ... و دموعي الشراب و وسادتي قصيدتي ...
و صورتها الحجاب و رأسي الماضي والمستقبل الجراب كيف لا أحزن و السيف مسموم ..؟
حين تلقاه صدري المحروم فلا نجاة من جرحي المزعوم هذا قدري و لست عليه ملوم أن أحيا بعيداً
قرُب النجوم تحميني من البشر تلك الغيوم فأنا من كل البشر مظلوم كرهت العيش في طريقهم المرسوم سأرسم
طريقي بنفسي من اليوم كيف لا أحزن و قد اتخذوا الشيطان قرين ..؟
يخدعهم يستغلهم يكذب عليهم يوسوس لهم يُزين لهم أفعالهم في كل حين أسأل ...
أسأل ... أين اليقين ...؟
فلا أجد سوى الغدر الدفين من تلك النفس و الروح و الجسد و القدر
و الحب و العشق و الوله و الزمااااااااان اللعين ...
لا تستديري يا عين لا تبحثي عن أحد فالمكان غير صالح لعيش الآدميين ...
فليس هنا غير.. الوحوش والأشباح و الأشجار و الرمال و الرياح و الجماد
و القوارض و . و . و . و و هذا البيت المهجور
الذي يسكنه ذلك النحيل الباكي الجائع المتعتش لكأس الحنين ...
ذلك المنحني المتقوقع المضجع على ذكرياته على أوجاعه على كلماته واصبحت صاحبة قلب حزين
مع تحياتي