»رأس السهم القاطع« أوسع عملية لاستعادة ديالي من سيطرة القاعدة
بغداد ـ وكالات: شنت القوات الأمريكية حملة واسعة النطاق على مراكز المسلحين من تنظيم القاعدة والمتعاونين معها في مدينة بعقوبة، في مسعى هو الأكبر من نوعه لاستعادة محافظة ديالي من سيطرة القاعدة.
ويشارك في العملية التي ينفذها 10 آلاف جندي أمريكي اضافة الى جنود عراقيين وطائرات حربية مقاتلون من تنظيم »كتائب ثورة العشرية« الذي كان اى وقت قريب حليفاً للقاعدة، لكنه فك ارتباطه مؤخرآً معها، وأعلن استعداده للتعاون مع القوات الأمريكية لمحاربتها ورحبت القيادة العسكرية الأمريكية بهذا التطور، وقدمت الدعم اللازم في اطار شروط وضوابط لمنع تحول هذا التنظيم الى محاربة القوات الأمريكية بعد الانتهاء من حرب القاعدة.
وتستهدف العملية، التي اطلق عليها اسم »رأس الرمح القاطع« الى القضاء على مقاتلي القاعدة الموجودة اصلا في المحافظة والذين لجأوا اليها بعد عملية أمن بغداد، حيث تقدر القيادة العسكرية الأمريكية عدد هؤلاد بـ (2000) مقاتل وتمكنت القوات الأمريكية من عزل الجانب الغربي من بعقوبة لمحاصرة حوالي 300 الى 500 من مقاتلي القاعدة الموجودين فيه.
المرحلة الثانية
وفي المرحلة الثانية من الحملة سوف يبدأ الجزء الأصعب منها، الذي يستهدف تطهير المدينة من المقاتلين، فيما سوف تقوم قوات عراقية بتأمين الجزء الغربي منها، بعد ان تتم القوات الأمريكية السيطرة عليها.
وحسب مصادر امريكية فان القوات الأمريكية تواجه مقاتلين اشداء حسني التسليح والتدريب، ما يجعلهم يتوقعون قتالا شرسا في اثناء تطور العملية العسكرية الحالية، فيما ينشط الجنود الأمريكيون حالياً في الجانب الشرقي من المدينة، حيث كانت المقاومة اقل شدة مما كان يتوقع.
وتقول مصادر مرافقة للقوات العسكرية اثناء هذه الحملة، ان المواطنين المحليين رحبوا على الأقل بوحدتين قتاليتين وأخبر هؤلاء جنودا عراقيين انهم سوف يساعدونهم اذا قاموا بايقاف القتل الطائفي، وخلصوا العراق من الأمريكيين!
وقد أعلن الجيش الامريكي رسمياً انه شن الثلاثاء هجوما كبيرا ضد تنظيم القاعدة شمالي العاصمة العراقية بغداد في واحدة من أكبر العمليات التي يقوم بها منذ غزو العراق عام 2003.
وأضاف الجيش في بيان أن 22 متشددا قتلوا في الساعات الاولى من العملية التي تستهدف الجماعة السنية في العراق والذي شن حول مدينة بعقوبة في محافظة ديالى وهي معقل للقاعدة.
وجاء في البيان ان طائرات الهليكوبتر الحربية والقوات البرية شنت الهجوم في مسعى »للقضاء«على متشددي تنظيم القاعدة في العراق الذين يعملون في بعقوبة والمناطق المحيطة.
وقال البريجادير جنرال مايك بيدنارك نائب قائد عمليات الفرقة 25 مشاة »الغرض النهائي هو القضاء على نفوذ القاعدة في هذه المحافظة وازالة الخطر الذي يشكلونه على الناس«، وتمكين الوزارات العراقية من تقديم الحاجات الاساسية والخدمات الى سكان المدينة.
»هذه أولوية وخط فاصل تواجهه في المهمة«.
ولم يذكر البيان موعدا لانتهاء العملية.
وقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر لرويترز »من المؤكد انها واحدة من أكبر العمليات منذ انتهاء العمليات البرية عام 2003«.
وكان القائد العسكري الامريكي في العراق الجنرال ديفيد بتريوس قد وصف القاعدة بأنها العدو الاول في العراق.
في هذه الاثناء، افاد شهود عيان من بعقوبة ان »الجنود اقتحموا منطقة المفرق والكاطون في محيط غرب المدينة والتي تعتبر من اهم معاقل القاعدة في المحافظة واغلقت كل منافذها مستخدمين المروحيات في القصف«.
من جهته، قال العقيد في الجيش نجيب الصالحي »هناك قتلى وجرحى اثر العملية لكن يتعذر معرفة عددهم«.
وافاد مراسل فرانس برس ان »مواجهات عنيفة تدور بين الطرفين وفرض حظر التجول في بعقوبة منذ الفجر وانتشرت سيارات الشرطة مطالبة السكان عبر مكبرات الصوت التزام منازلهم ومعلنة بدء الخطة الامنية لمطاردة المسلحين والميليشيات«.
حزام أمني
من ناحية أخرى قال الجيش الامريكي ان قواته بدات تنفيذ عملية (ضوء المارن) العسكرية لتامين حزام امني حول العاصمة العراقية بغداد.
وذكر بيان للجيش الامريكي ان طائراته المقاتلة قصفت بأربع قنابل موجهة بدقة مواقع مستهدفة لمنع المسلحين من الدخول الى مناطق جنوبي بغداد.
واضاف البيان ان عملية القصف التي نفذت السبت الماضي هي بداية عملية (ضوء المارن) التي ينفذها 1.200 جندي مشاة لتأمين حزام أمني حول بغداد.
وطبقا لما اورده البيان فان مهمة هؤلاء الجنود هي القضاء على نشاطات المسلحين ومنعهم من الحصول على ملاذ آمن ونقل المواد التي يستخدمونها في عملياتهم من منطقة عرب جبور جنوب بغداد الى داخل العاصمة.
وكشف البيان عن ان عملية (ضوء المارن) في منطقة عرب جبور هي جزء من عملية كبيرة اعلنها مؤخرا وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس وقائد القوة متعددة الجنسيات في العراق الجنرال ديفيد بترايوس.