(تابِع الجُزء الثانِي لِلمُناوَرَة)
فعندَئِذٍ ألْتَمَسَ إبْراهِيمُ مِن رَبِّـهِ عَمّا هُـوَ واقِـعٌ مَوْقِع الجَواب بالإمامَةِ فِي
ذُريَتِهِ مِن إسْماعِيلَ مُلْحِقَةً بِشَجَرَتِهِ الطاهِرَةِ بِعَلِيِّ ابـنُ أبي طالِبٍ وَأوْلاده
المَعصُومِين صَلواتُ اللهِ عَليهِم أجمَعِين,,
والذِي يُلفِت النَظر فِي حِكْمَةِ اللهِ بِعَهَدِهِ المُسْتَمِر بالإمامَةِ الإبْراهِيمِيَةِ لأنَها
تَنَفَعُ الأُمَمَ بطريقِ الإقتداءِ بعَكْسِ الرسالَة التِي تَنفَعُ الأُمَةَ بواسِطَةِ التَبلِيغ
ياعَرعُور: لَوْ عَلِمْتَ حِكْمَة الله فإنَهُ لَمْ يُخَلِف فِي ذُريَةِ إسْماعِيلَ أبُو العَرَب
بَعدُ وَفاتِهِ بزَمَنٍ قَـد مَرَّ أكْثرُ مِنْ ثلاثَةِ آلافِ عامٍ لاّ أنبياءٌ وَلا أئِمَةٌ لَهُم قََـَط
فِي ذُريَتِهِ, إلاّ النُبُوَةَ لِمُحَمَدٍ تـُرافِقُها الإمامَـةَ بالعُصْمَةِ المُشارُ إليها لِعَلـيٍّ
صَلَواتُ اللـَّهِ وَسَلامُهُ عَليهِ, وَكانَ فِي قَوْمِـهِ المُشْركِينَ مِـنْ قُريـشٍ أوَلَهُم
إسْلاماً قَبْلَ الدَعوَةِ المُحَمَدِيةِ, فأشارَ اللهُ إلى الحَقِّ المُبِّين لِتَوِّلِيهِ ولايَةِ اللهِ
مِنْ بَعدِ النَبِّي مُحَمدٍ شِرُوعاً,, لأنَ اللهَ لَمْ يَترُكَ الإسْلامَ بالإمامَةِ عَلى سُدى
مِنْ دَعوَةِ نُوحٍ إلى مُحَمدٍ خِتُومَها إلى خُلَفاءٍ ثَلاثَةٍ شِرُوعاً وَهُم قَد أشْرَكُوا
بِاللهِ, ثُمَ أسْلَمُوا بالسَيفِ الذِي كانَ عَلى حَدِّ رقابِهِم,,
فالحِكْمَة هُنا يا عَرعُور: قَـَد أجَّلَ اللهُ تَعالى الإمامَة الإبراهِيمِيَةِ بِذُريَتِهِ مِنْ
إسْماعِيلَ لِعَليِّ الذِي عُرفَ بِسِمائِهِ وَلَهُ تِسْعُ سِنِينٍ لَمْ يَسْجِد لِصَّنَمٍ قَط, وَمَّا
كانَ مِنْ المُشركِينَ أسْـوَةً بالثَلاثَةِ المُشار إليهِم بالظالِميِنَ الذِينَ قَـَدْ خُلِطُوا
إيمانَهُم بَعدَ إسْلامِهِم بِشَراكِم الأوَل حَتى جاءَهُم الإسْلامُ وَطَهَرَهُم مِنْ دَنَسِ
كُفرِهِم, فَعلِيٌ عَليهِ السَلام سابِقٌ طهْرَهُ قَبلَ الإسْلامِ هَداهُ الله الرُشْدَ فَتَمَسَكَ
بِرَبِّـهِ مَعَ النَبِّي عَلى دِيـنِ إبْراهِيمَ الحَنِيف, وهُـوَ النَفسُ بالنَفسِ مِنْ مُحَمَدٍ
بالإيمانِ كَما وَردَ بذلِكَ قُرآناً وَقالَ اللهُ (ثُمَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفاً)( سُورَة النحل آيَة: 123)
أمّا شجَرَةُ نَسَّب إمامُنا عَليُ بـنَ عَبـْدُ مُناف, المُلقَب بِأبي طالِب, بـنُ عَـبد
المُطَّلب وَاسْمُهُ شيبَةَ الحَمْد لأنَهُ ولِـدَ وَلـهُ شَيبَة وَكانَ مَحمُوداً, بـنُ هاشِم
واسْمُهُ عَمرُو وَسُمِيَّ هاشِم لأنهُ خرَجَ إلى الشامِ في مَجاعَةِ شَدِيدةٍ أصابَت
قرَيْشاً فاشْتَرى دَقِيقاً وَكَعكاً وقدَمَ بهِ مَكَةَ في المُوسِم: فهَشَمَ الخُبْز والكَعك
ونَحَرَ جُزُراً, وَجَعلَ ذلِكَ ثريداً, وَأطْعَمَ الناس حَتى أشبَعَهُم, بنُ عـبدُ مُناف
واسْمُهُ المَغيرَة, وَكانَ يُقال لَـهُ قـَمَرُ البَطحاء لِحْسنهِ وجَمالِـه،, بـنُ قُصَّي
وَاسْمُه زَيد وَلُقِبَ بقُصَي لأنهُ أُبعدَ عَن أهْلِـهِ ووَطَنِهِ مَعَ أمْهِ بعدَ وفاةِ أبيه
بـنُ كلاب واسمُهُ حَكِيم، وقِيلَ عروةَ, بنُ مُرَّةَ وهُوَ الجَدُ السادس, بنُ كَعب
وقـد كانَ يَجْمَـع قومَـه يَـوْم العرُوبَـة: وهُـوَ يَـوْم الرَحمَة: أوْ يَـوْم الجُمعَة
فيُعظَهُم ويُذكِرَهُم بمَبعَث النبِّي صَلى اللهُ عليهِ وَآلهِ, ويُنَبِئَهُم بأنَهُ مِن ولَدِهِ
وَيأمرَهُم بأتِباعِهِ, بنُ لُؤي, بنُ غالِب بن فَهْر وَكانَ كريماً يُفَتِش عَنْ ذوِّي
الحاجاتِ فيُحسِن إليهِـم، بـنُ مالِـك, بـنُ النَّضْر وَهُـوَ قـُرَيش أصْـلاً وَاسْماً
لِلعَشيرَةِ فمَن كانَ مِـنْ ولْـدِهِ فهُوَ قرَشِي، والنَضَـرُ فِي اللُغةِ الذهَب الأحمَر
وقِيلَ قُريش هُوَ فهْر, بنُ مالِك بنُ كَنانة, بنُ خزيمَة, بنُ مُدرِكَة, بنُ إلياس
وكانَ في العَربِ مِثلُ لُقمان الحَكِيم في قومِهِ, بنُ مُضَر وَكانَ جمِيلاً لمْ يرَهُ
أحـَدٌ إلاَّ أحبَهُ ولـهُ حِكَمٌ مأثورَةٌ, والمُضَر في اللُغةِ الأبيَض, بنُ نَزار وكانَ
أجمَل أهْل زمانَه وَأرجَحَهُم عقلاً, ونزارُ في اللُغةِ مأخوذةٌ مِنَ النَزارةِ، بنُ
مَعَد, وَقـدْ كانَ صاحب حِـرُوب وَغارات وَلـمْ يُحارب أحـَداً إلاَّ رجَعَ بالنَصْر
ومَعدُّ مأخـُوذٌ مِن تَمَعدُد إذا اشتـَدَ وقـَوِّيَّ, بـنُ عَدنان, وعـِندَ عدنان يَقـِفُ
الناسِبُونَ ما صحَّ من سِلسْلةِ نسَّبِ الرَسول وَعلي بنُ أبي طالب,،
فعَن بنُ عباس قالَ أن النبّي صَلى الله عَليه وآلـهِ لَّما بَلَغ نسَبهُ الكَريم إلى
عَدنان: قالَ مِن هُنا كَذِبَ النسّابُونَ,, وَكُـلُ هؤلاء الجدُود سادةٌ فِي قومِهِم
ونسَّـبُ الرَسُول وَعَلي هُما أشْـرَف الأنْـساب ونَسَبهُما مِـنْ إسْماعيلَ, بـنُ
إبراهِيمَ الخَلِيل باتِفاقِ جَمِيع أهْل النسَّب,,
فَلَّما انتَهَيْتُ مِنْ حَدِيثِي مَعَ العَرعُور:: سَمِعتُ قائِـلاً مِنهُـم يَلْعَنَني, وكُنـْتُ
لا أمَيِِّز مِنْ صَوتِه مَنْ هُوَ: وَقالَ لَعنَةُ اللهِ عَليكَ يا حَجاري يَا ابن المُتعَة؟؟
قِلتُ لَهُ لِمَ تَلعَنَنِي وَأنا لَـمْ أكُنْ سَباباً لَكُم ولآبائِكُم,, قالَ فَحَقَت عَليكَ اللَّعنَةُ
لأنَكَ لا سُنِيٌ وَلا شَيعِيٌ وإنَما أنتَ مُحَمَدِيٌ أخرَجتَ حَقَّ عَلِيٍّ بِمُحَمدٍ: وحَقُ
مُحَمدٍ بِعَلِيِّ, فَقلتُ أيُها القائِل هذا مَدحٌ لِي فَلِمَ تَلعَنَنِي: قالَ لأنكَ أبُو الشِيعَةَ
قُرآناً فَحَقَت عَليكَ الَلعنَةُ بِذلِك, لأنَكُم اختَرتُم (الزَيْن) لِمَذهَبِكُم وَرَمَيتُمُ عَلينا
(المُوزيْن) لِمَذهَبِنا, فَقلتُ لَهُ أنتَ تَقرُ حَقاً بِولايَةِ عَلي؟؟ قالَ لا: وَلكِن أقـِرُ
بالزَّينِ بِقَلبي لِسَيدِنا عَليٍّ, وَلا أقِـرُ بِلِسانِي بالزَّيْنِ لِعَليِّ خَوْفاً أنْ يَقتِلُونَنِي
(وَفي المِيزان لِلسَيد مَحمد حسين الطَباطبائِي تَفسِيرَهُ لِهذِهِ الآيَة)
(قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
قولٌ مَن يَعتقـد لنفسهِ ذريَـةً، وكيفَ يَسـعُ مَـن لـهُ أدنى درجَـة بأدَبِ الكلام
وخاصَة مِثلُ إبراهيمَ الخليل في خطابٍ يُخاطب بهِ ربَهُ الجلِيل أنْ يتفوهَ بما
لا عِلـمَ لـهُ بـهِ؟؟ ولـوْ كان ذلك لكانَ مِن الواجبِ أن يقولَ: ومِن ذريَتي إن
رَزقتَنِي ذريَة. أو ما يُؤدي هذا المَعنى فالقصَة واقعة كما ذكَرنا في أواخِـر
عهد إبراهيم بعد البشارَةِ.. يـدل على أن هـذه الإمامة الموهُوبة إنما كانت
بعد ابتلائه بما ابتلاه اللـَّه بـه منَ الامتحاناتِ وليست هذه إلا أنواع البلاء
التي ابتليَّ عليه السلام بها في حياتهِ إني جاعلك للناس إماماً، أي مقتدى
يقتدي بـك الناس ويتبعونك في أقوالك وأفعالِك,, فالإمام هـو الـذي يقتدي
ويُأتمَ بـه الناس, ولذلك ذكر عدة من المُفسرين أن المرادَ بـه النبُوة، لأن
النبي يقتدي به أمتِهِ في دينهم قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ
بِإِذْنِ اللـَّهِ ) لكنهُ في غايـةِ السقوط أمّا أولاً: فلأنَ قولـهُ إماماً مفعُول ثـان
لعامِلةِ الذي هوَ قولهُ جاعِلُكَ واسم الفاعِل لا يَعمل إذا كان بمعنى الماضِي
وإنما يَعمـل إذا كانَ بمعنى الحال, أو الاستقبال فقولـه، إني جاعلكَ للناس
إماماً، وعدَ لهُ عليه السلام بالإمامةِ في ماسيأتي معَ أنهُ وحِيٌ لا يكُون إلا
معَ نبوةٍ فقـد كان عليه السلام نبياً قبلَ تقلـدِهِ الإمامَة.. فليستُ الإمامة في
الآيـةِ بمعنى النبـُوَة ذكرَهُ بعض المُفسرين: وأما ثانياً: فلأنا بينا في صدر
الكلام: أن قصة الإمامة إنما كانت في أواخرعهد إبراهيم عليه السلام بعد
مجيء البشارة له بإسحاق وإسماعيل, وإنما جاءت الملائكة بالبشارة في
مسيرهِم إلى قوم لوطٍ وإهلاكهم، وقد كان إبراهيم حينئذ نبياً مرسلاً، فقـد
كان نبياً قبل أن يكون إماماً فإمامته غير نبوتهِ.. انتهى تفسير الطَباطبائِي
وَفِي تَفسِير الطُوسِي للآيَة مِن تَحقِيق وتَصحِيح أحمَد حَبيب قصير ألعامِلي
(قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
قال البُلخِي: الكلمات هيَ الإمامَة على ما قالَ مجاهد لأنَ الكلامَ مُتصلٌ ولم
يُفصل بينَ قوله ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ) وبين ما تقدمه بواو، فأتمَهُنَ
الله بـأنَ أوجـب بها الإمامـة لـه بطاعتِه واضطلاعِه ومنـع أن يـنالَ العهـد
الظالمين مِن ذريتهِ، واخبرَهُ بأنَ منهُم ظالماً فرضيَّ بهِ واطاعة. وكل ذلك
ابتلاء واختبار. اللغة والتَمام والكمال والوفاء نظائر وضد التمام النقصان
يقال: تم تماماً، وأتمَ إتماماً. واستتَمَ استِتماماً وتمَمَ تَتمِيماً وتتمة كُل شيءٍ
ما يكون تمامَه بغايتِه كقولكَ هذه الدراهم تَمام هذه المأة. وتتمة هذه المأة
وقوله من ذريتي: معناه واجعَل من ذريتي من يُؤتَم بـه، ويقتدى بـه على
قول الربيع وأكثر المفسرين. وقال بعضهم معناه انه سأل لعقبه أن يكونوا
على عهده وورثته.. فأخبرهُ اللـَّه إن في عقبـهِ الظالِم المُخالف له وذريته
بقولـهِ (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) والأوَل أظهَـر وقال الجبائِي قولـه: ومِـن
ذريَتي سؤال منه للـَّه أن يعرفَهُ هل في ذريتهِ مـن يبعثهُ نبياً كما بعثهُ هـوَ
وجعله إماماً وهذا الذي قالهُ ليس في الكلام ما يَدل عليه بل الظاهر خلافه
ولوْ احتملَ ذلك لم يَمتنِع أن يُضيفَ إلى مسألةٍ منهُ للهِ أن يفعلَ ذلك بذريتهِ
مع سؤالهِ تعريفه ذلك.. (انتهى تفسيرُ الإمام الطُوسِي)
رابط صَوْت الجِمهُوريَة الإسْلامِيَة مِن طَهْران تُذيعَ
عَليكُم أصْـل المُناوَرَة ما بَـيْنَ الحَجاري والعَرعُور
http://www.youtube.com/watch?v=9LxHs...ature=youtu.be
إيـران تـُعَلِق ما جـاءَ بِـهِ كَمال الحَيدَري مُتناقِضاً
بِحدِيثِهِ مَعَ العرعُور ثمَ تَراجَعَ عَن كَلامِهِ وَاسْتَدَل
بالإمامَةِ الإبراهِيمَية بِذُريَتِهِ لِعَلي نَقلاً لا فِكْراً كَما
بَيَّنَها الشيخُ الحَجاري لِلعَرعُور,,
http://www.youtube.com/watch?v=8C2cBC37MEo&feature=youtu.be
السَيد كَمال الحَيدَري يَرْسِـلُ شَريطاً صَوْتِياً للحَجاري
يُبَينُ فِيهِ شَجاعَة المُفَسِر لِلقرآنِ دُونَ الفَقِيهِ المُجْتَهدِ
إذا ما لَم يَكُن مُفَسِّراً وَبعكْسِهِ فَلَنْ يَكُن عِندَنا فَقِيهاً,,
http://www.youtube.com/watch?v=E29H-3s8Zfs&feature=youtu.be
الشيخُ الحَجاري يَفضَحُ العرعُور باللُواطةِ في ثلاثِ قنواتٍ فضائِية
http://www.youtube.com/watch?v=CW0fI...ature=youtu.be
وأخِيراً: شاهدُوا الفِيديُـو كَـيفَ يَختـَرق العَرعُور
مَوقع الشيخ الحَجاري معَ صفحتِهِ من الفيس بُوك
http://www.youtube.com/watch?v=KER4Chcd8bY
مِـن شَبَكَـةِ جامِـع الـبَيان فِـي تَفسِـيرِ القـُرآن
لِلعَلامَةِ الشَيخُ الحَجاري الرُمَيثي مِنَ العِراق