مما راق لي
الهوى.. إنْ صابَ قلباً في المنامِ
إنْ صحى قدْ أصبحَ بالحبِّ شاعر
ومضى يسبحُ في بحرِ القوافي
ويداهُ غازلتْ لونَ المحابر
الهوى.. سِجنٌ طويلُ السنواتِ
وبهِ لا قد يجيئُ أيَّ زائر
الهوى.. لذةَ حبٍّ بعذابٍ
مُزجوا واخترقوا كلَّ المشاعر
الهوى.. كالموتِ لا يعرفُ عمراً
يقبضُ القلبَ ولا يدري المخاطر
قد غزى الاطفالَ والشبانَ جمعا
وغزى من في الثمانينِ يكابر
والهوى .. إما تراهُ كالبريئِ
أو تراهُ سالباً منهُ الضمائر
وأنا لي نظرةٌ في الحبِّ دوماً
فأرى ساكنَ أوطانِ الغرامِ
كالشجاعِ حينَ ينوي أن يغامر
كالذي يدخلُ ميدانَ الحروبِ
وهو يدري أنهُ من دونِ ناصر
مثلَ من يخشى المماتَ والعذابِ
وترى مسكنهُ وسطَ المقابر
وأرى العُشّاقَ أنواعاً بعيني
بعضهم .. يعشقُ بغياً للمظاهر
بعضهم.. يهوى الجمالَ إذْ تراهُ
شاعراً توصفُ عيناهُ المناظر
بعضهم.. يعشقُ والمأربُ جنسٌ
وترى العشاقَ في هذا عباقر
والقليلُ عشقهُ بالطهرِ يسري
من ترى يهوى ومنهُ القلبُ طاهر؟
هكذا فلسفةَ الحبِّ أراها
ومعي يَتَفِقُ بعضُ العشائر
فيراهُ .. البعضُ رُبحاً للفؤاد
ويراهُ.. البعضُ للنّبْضاتِ خاسر
ويراهُ.. البعضُ حلواً وجميلاً
وهو في الواقعِ للإنسانِ جائر
مممم