بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعاند الدهر
أعاند الدهر أم قلبي أم امرأتي ... أم أستعين بما لم يبصر النورُ
ولى النهار وكان الليل منسدلاً ... فكيف أبصرُ والايام ديجورُ
ماكنتُ أعرفً في علم الخيال ضنى ... قالوا ( ربيعاً ) لقيتُ اليوم تنّورُ
منّيتُ نفسيَ في أحلام زائفة ... ياويحَ قلبيَ وكان القرد كالحورُ
صافحتُهم بفؤادي.. فهو صافحهم.. ما مُدَّ كفاً ولكن مُدَّ كافورُ(ساطور)
وبسمةٌ طَلَعَتْ والتُربْ تغمرَها ... فانْحَلَّتْ الأرض والدفان مأجورُ
وبات وجهي في عينيكَ منكَسِراً . كالبدر في الماء بين الموج مكسورُ
من ذا يعيد الى عَينِي ابتسامَتَها... من بعد إن عُميتْ والخدَّ مقهورُ
أرى سِهامَ العِدى تَبكِي وتَضرِبَني .. ورُمحَ قومي الذي بالسم مغمورُ
وأشرقتْ شمسَ من باتوا على طللٍ ... ونامَ بالدفء محتالاً ومخمورُ
وأَمطَرَتْ من سِماءِ الحقد غيمتَنا ... غطتْ سقوفاً وما بالدار مأثورُ
أتشرق الشمس أم نبقى على مضضٍ. أم نستكينُ لِطَلٍّ باتَ مَهجورُ
كم من حبيب أتاه الموت يطلبه ... وخلَّف الدهر قلب منه مثبورُ
فاطلق سهامَك لاتبقي على أحد ... فقد تعودتُ لاأشكي كمأسورُ
هل كان في قولِكم شيئا يمت إلى ... وصية السبط أم فعلٍ لمأمورُ
أوصى بجيرانه خيراً يورِّثَهُم ... وقال رفقاً ولو في كلب مسعورُ
فيكَ انطوى كل جُرح كانَ يؤلمُني ... ولم يَفِدْ بلسَماً والكفُّ مبتورُ
هذا فؤادي لاتعرفْ دواخله ... أضحى زجاجاً على السندان مشطورُ
فتشتُ في جعبة الاخوان خالية ... ولم أجد في الزوايا صوت عصفور
إلا بقايا من الابواب تطردُني ... كأنها تشتكي من ضيف موتور
كفاك لوماً فما باللوم فائدة ... فكلِّ حرف به سهم لمغدورُ
أعاند الدهر أم قلبي أم امراتي ... أم أستعين بما لم يبصر النورُ
ابو حيدر الشريفي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته