المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zahra2
*..*..* الحيـاة *..*..*
إليكِ يا مَنْ انتشلتِ منّي العقل..
وسكنتِ مني شَغَافَ القلب..
وتربَّعتِ في كُلِّ خلاياي..
واسْتَمْلَكْتِ بوحَ الوِجدان..
اليكِ يا أبعدَ مدىً للإبحار..
اليكِ يا مجداف حياتي..
يا أصدَقَ أُمنيَّاتي..
إليكِ يا مَن أخرجتِني مِن دهاليزِ الضياع..
وأخذتِ بيدي كطفلٍ أتهادى بين ذراعَيْ حنانُكِ وعطفُكِ وعطائُكْ..
لِتَضَعيني على طريقٍ لا أحسبُ بَعْدَهُ ولا قبله للعطاءِ لدى المخلوقاتِ نصيب...
ذاكَ الطريقُ الذي عليه بدأت أخطو خطواتي الأولى نحو قلبكِ الطاهر..
حتى أقبلتُ عليه وأنا في منتهى الَّلهفةِ والَّلهاثِ والعطشِ والغربةِ والضياعْ...
فطرقتُ باباً كان المجيبُ خلفُهْ..أنتِ أيّتها الحياة...
فتذكَّرتُ ساعتها قوله تعالى:
(فضُرِبَ بينهما بسورٍ له بابٌ باطنه فيه الرحمةُ وظاهرهُ مِنْ قِبَلِه العذاب).
فباطنهُ الناحية التي أنتِ بها..
وظاهرهُ ناحيتي أنا..
أطرقتُ قليلاً.....
فلا مُجيب...
حتى كِدتُ أستيقنُ أن الحياةَ في ريبٍ مِن أمرِ الطارق...!
فهممت بالمغيبِ نحوَ مصيرٍ لم أكن أُدركُ ما هو ولا كيف سيكون...
ولكنّي اعرفُ تماماً أنَّهُ قاسٍ كالزمن...!!
فما أن راودني هاجسَ أن أُديرَ ظهري لأضيع...!
حتى فتَحَتْ لِيَ الحياةُ باباً ليتها لا تُغلقهُ أبد الدهر...
فاستقبَلَتْني بحفاوةٍ كنتُ أستكثرها على شخصي..ولا زلت...!
::
: : إليكِ يا ربيع مشاعري..
وقوافي شعري..
وسَجْعَ خواطري..
وحديثي عندما أُحدِّثُ نفسي..
أكتبُ وأناْ أواجِهُ موجةً عارمةً من الحَزَنْ..
ويُغرِقَني فَيَضَاْنَاً من الدمع..
وأعاني وعكةً في القلب تنتابني تكادُ تفتكُ بِهِ لولاكِ في شَغَافِهْ...
أكتبُ إليكِ وأناْ أتذكَّرُ كُلَّ لحظة رائعة عِشنا تفاصيلَها سويّةً بِكُلِّ الجُنون...
أكتبُ إليكِ وغمامةً من الضياعِ تكْتَنِفُني..
فلستُ أدري إلى أيِّ اتِّجاهٍ أسير..
فأنتِ كُلَّ اتجاهاتي...
ولستُ أعلمُ كيف أُعالجُ لوعتي..
فعشقكِ هو جُلَّ مُعَاْناتي...
بَلْ لستُ أُدرك ما أفعلُه حين أنْتَحِبُ كُلَّ ليلةٍ على ذكراكْ..
فذاكرتي لا تتَّسِعُ لشيءٍ سواكْ...
أعلمُ جيّداً أنكِ ربّما تستغرِبينَ عَلَيَّ رسالتي هذه-
برغم تفهّمي لِلْحَرَجِ الذي مَرَرْتِ بِهِ من أجلي...
إلاّ أنّي لا أريدكِ أن تُفسّري ما أكتُبُ أيَّ تفسير..فسأشرحُ لكِ...
فمنذ فترةٍ عندما قرَّرْتِ الرحيل...
وفتحتِ باباً في سوركِ الآخر الأصيل..
لتُبقي الضائع حيثُ الرحمةِ تَفَضُّلاً منكِ عليه..
كي لا يبقى هناك فجوةً للضياع..
وتخرجي نحو حياتكِ لِتُكملي واجبَ تأديةِ رسالتُكِ المقدسة...
فقد أحسَنْتِ صُنعاً..
لأنكِ ارتأيتِ الصائبَ لِكِلَيْنَاْ...
لكن...
لكن..
لأني بَشرٌ أحمِلُ من البراءةِ قَدْرَاً لا تُدْرِكُهُ المشاعر..
ولأنها تَلْتَفُّ بي لوعةٌ تكادُ تَفُتُّ أضلُعي على افتقادي لكِ..
ولأنّي أُحِبُّكِ حُبَّاً جَمَّاً صادقاً أبديِّاً سرمديِّاً لن تفنيه عوارضَ الدهر..
ولأني عرفتُ معكِ أن الحياةَ جميلةٌ جدّاً....
فأناْ أعودُ لبراءتي..
فأبكي كطفلٍ أعياهُ الحنينُ لأُمِّهِ المُسَجَّاةُ في ضَرِيْحِها..
فَيُرَبِّتُ الزمنُ على كَتِفَيَّ... لِسانُهْ:
بعد غدٍ تعود..لابُدَّ أن تعود...
فتستفيقُ مِلْئَ روحي نشوةَ البُكاءْ...
ورعشةٌ وحشيَّةٌ تُعانِقُ السماءْ...
كرعشةِ الطفلِ إذا أخافه المطر...
لأن أملاً في داخلي لا يزالُ يَقْظانَ حيّاً..
ولا زِلْتُ أحمل شموعاً أضأتِها لي أنتِ أيّتها الحياة..
حتى أدركتُ بِعمقِ المُسْتَيْقِنْ..
أنّكِ أنتِ..
أنتِ فقط...
أنتِ ذلكَ اليقينُ الذي لا يزورُ المرءَ سِوىْ مَرَّةً في حياتِه...
أنتِ ذلكَ اليقينُ الذي لا يزورُ المرءَ سِوىْ مَرَّةً في حياتِه...
أنتِ ذلكَ اليقينُ الذي لا يزورُ المرءَ سِوىْ مَرَّةً في حياتِه...
::
::
::
وأدْمُعِيْ تنفجرُ كالبراكين...
وآهاتي تعصفُ كالأعاصير...
وخفقاتُ قلبي المُتَهالكَ تضربني كالزلازل...
أقول:
رُحمااااك ربااااااه...
بلِّغني يقيني...بلِّغني يقيني...بلِّغني يقيني...
وخالص حبي و احترامي