أضحت معظم الكوادر العلمية العراقية مستهدفة من قبل الاعداء و العصابات الارهابية, فإن عمليات الاغتيال مازالت مستمرة في خطة مرسومة ومحاكة بدقة، وليست عشوائية وإنما تهدف لإفراغ العراق من مقومات نهضته وقتل أحلام هذه الشريحة وطموحاتها و توكد بعض الدراسات اغتيال حوالي 5500 اكاديمي عراقي, منهم 250 أستاذاً جامعياً مسجلين في ملاك وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و ما يقارب ال 121 طبيباً وتُفيد إحصائيات بأن 62 % منهم من حملة شهادة الدكتوراة من جامعات غربية، وان ثلثهم متخصص بالعلوم والطب، و١٧ في المئة منهم أطباء ممارسون.
وقد ادت محاولات الاغتيال الى فرار العديد من الاكاديميين و الكفائات الى خارج العراق بحثا عن الامان لهم و لعوائلهم.فبعد ان عانت طبقة المتعلمين و الكفائات الامرين على يد النظام السابق فقد تكونت مجموعات سرّية بعد سقوط النظام السابق جاءت من خارج البلاد لمطاردة العلماء والباحثين والمفكّرين والأطباء حيث أن تلك الكفاءات لا تُستهدف على أساس الانتماء لحزب أو جهة أو قومية أو طائفة معينة و انما بشكل انتقائي, لوجود استهداف فردي يطال من لهم دور نوعي في عملهم، ما يكشف عن وجود أيد خفية خططت لإفراغ العراق من كفاءاته العلمية. ان هذه المؤامرة ضد العقل العراقي يجرى تنفيذها على ارض الواقع و تحصد كل يوم ارواح اناس لهم اثر كبير في بناء مستقبل العراق.
لقد قام مسلحون مجهولين بأطلاق نيران أسلحتهم على البروفسور محمد علي الدين الأخصائي في علم الصيدلة في منطقة النعمانية بمحافظة واسط يوم السبت الماضي ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة بعد ان قتلوا البروفيسور محمد, وكان البروفسور قد عاد إلى أرض الوطن قبل أشهر بعد أن أكمل دراسته في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية
هذه الجريمة ما هي الا واحدة من العديد من الجرائم التي تقع في إطار التصفيات التي تقوم بها المليشيات المسلحة لصالح مشاريع تفرضها أجهزة مخابرات بعض الدول المجاورة، ضمن مسلسل إفراغ البلد من الكفاءات العلمية التي ترفض هيمنة الأحزاب العميلة على التخصصات العلمية، ان عمليات القتل هذه سوف لن تتوقف ما لم يقوم العراقيين بوضع حدٍ لها, و العمل سوية لكشف المجرمين و تسليمهم للسلطات لان السكوت على هذه الاغتيالات يعني ان العراق سوف يخلوا من اي بذرة للتطور و ان الموت سوف يكون مصير كل من يحاول بناء البلد.