روي الصدوق رضي الله عنه قال جاء الحسين ذات يوم الى جده رسول الله (ص) بعد فراغه
من صلات الصبح فلما رآه النبي مقبلا قام إجلالا له وأجلسه في حجره وجعل يقبله مرة ويشمه
أخرى فقال علي يا رسول الله أتحب ولدي الحسين فقال له النبي وكيف لااحبه وقد نبت لحمه
من لحمي ودمه من دمي وهو مني وأنا منه فقال علي انا أحب إليك أم هو فلما سمع الحسين قام
قائما على قدميه وقال يا أبتاه من منا أعلا حسبا ونسبا وشرفا فهو أحب إلى النبي واقرب إليه
فقال له ياولدي أتفاخرني فقال نعم إن شئت أفاخرك وان شئت لم أفاخرك فقال أمير المؤمنين
افتخر وأقول انا كنز التقى انا بحر النداء انا العروة الوثقى انا لسان الله الناطق انازوج البتول انا ابن عم الرسول انا النبىء العظيم انا يعسوب الدين انا بطل المسلمين انا امير المؤمنين قال فلم يزل
يقول حتى عده من منا قبال نيف وسبعين منقبة ثم سكت فقال النبي أسمعت ما قال أبوك ياحسين
وان فضائله لاتحصى ولاتعد فقم يابني وعد مناقبك فقال الحسين ياابتاه اناجدي رسول الله وأبي
أمير المؤمنين وأمي فاطمة الزهراء وأخي الحسن . يا أبتاه وهل لك جد كجدي ا م لك أبا كأبي أم
لك أم كأمي ا م لك أخا كأخي ان جدي خير من جدك وأفضل عند الله وعند الناس أجمعين وأبي
خير من أبيك عند الله وعند الناس أجمعين وأمي خير من أمك عند الله وعند الناس أجمعين
يا أبتاه انا ناغاني في المهد جبرائيل وتلقاني اسرافيل ومن خدامي صلصائيل فلما سمع أمير
المؤمنين كلام ولده قام إليه واحتضنه وقال له ياولدي زادك الله شرفا ثم انحنى عليه وقبله ثم
بكى وجرت دموعه على خديه