القرآن ثروة مجهولة
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): إن المسلمين يعرضون عن القرآن، فيعرض الله عنهم، ثم يرجعون إلى القرآن فيرجع الله إليهم.
والسؤال هو : كيف ترك المسلمون التمسك بالقرآن حتى سبب إعراض الله عنهم، فضاقت حياتهم هذا الضيق الذي نشاهده، وتأخروا هذا التأخر الهائل الذي لم يحدث مثله في يوم من الأيام الماضية في عمر الإسلام الطويل؟
فإن في كثير من آيات القرآن الحكيم ما يوجب عدم هذه الأزمات إذا تمسك المسلمون بالعمل بها، فالقرآن جاء بالدفع قبل الرفع، وللمثال على ذلك نذكر بإيجاز :
1ـ أزمة السكن :
قال الله سبحانه وتعالى : (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً).
وقال عزوجل : (ألم يجعل الأرض كفاتاً أحياء ً المسكن).
2ـ أزمة الزواج :
قال سبحانه : (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله).
وبترك هذه الآية المباركة وما أشبهها وجدت (أزمة الزواج).
3ـ أزمة البرود الجنسى :
وبترك موازين الحياة في الزواج المبكرَّ، وترك غضّ البصر وما أشبه ذلك مما ذكرناه في أسباب البرود الجنسي، وقد أشار إلى جملة منها القرآن الحكيم، قال تعالى : (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب).
وقال سبحانه : (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن..)
وقال عزوجل : (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً)
وجدت (أزمة البرود الجنسي).
4ـ الأزمة العائلية
وبترك قوله سبحانه : (هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ)
وقوله تعالى : (وقد أفضى بعضكم إلى بعض)
وقوله سبحانه : (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما)
حصلت (أزمة الطلاق) و (المشاكل العائلية).
5ـ أزمة البطالة :
وبترك قوله سبحانه : (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
وسائر الآيات المرتبطة بالتجارة والبيع وغيرها، حصلت (أزمة البطالة).
6ـ أزمة التأخّر :
وبترك قوله سبحانه : (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
وما أشبه من الآيات المباركات حصلت (أزمة التأخّر) للمسلمين.
7ـ أزمة الخيانة الزوجية :
وبترك موازين الإسلام في قضايا الجنس مثل قوله سبحانه : (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)
وقوله تعالى : (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم)
وقوله سبحانه : (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن)
إلى غيرها من الآيات، حصلت (أزمة الخيانات الزوجية).
8 ـ الربا أضعافاً مضاعفة)
وقوله تعالى : (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)
وقوله سبحانه : (يمحق الله الربا ويربي الصدقات)
وما أشبه ذلك حصلت (أزمة القروض) التي ينوء المجتمع تحتها ولا يجد علاجاً لأدائها.
9ـ أزمة الأخلاق :
وبترك الاقتداء بقوله سبحانه : (وانك لعلى خلق عظيم) حدثت (أزمة سوء الأخلاق)..
حيث ترك المسلمون العمل بقول القرآن الحكيم : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) بعد أن كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على خلق عظيم، وبعد ان قال الله سبحانه وتعالى في حقه :] فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك).
10ـ أزمة الأمراض :
وبتركهم قوله سبحانه : (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) فإنه لا يجوز الأكل والشرب إلى حد الإسراف، وكلا الأمرين واضح.
وبتركهم قوله تعالى : (وإذا مرضت فهو يشفين) حيث أن الشفاء يعتمد على أمرين : الدواء والدعاء، وقد ترك المسلمون ـ وشفاء أمراضهم ومرضاهم.
وكذلك تركوا قوله سبحانه : (ثم أتبع سبباً) مما يدل على أن كل شيء له سبب.. فالمرض له سبب، واللازم أن يعالج السبب حتى يزول المسبَّب.
ولذا نشأت (أزمة الأمراض).
11ـ أزمة المرأة :
وهذه الأزمة نشأت من عدم عمل المسلمين بقوله سبحانه : (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
وقوله تعالى : (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع).
وقوله سبحانه : (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة واطعن الله ورسوله).
وقوله تعالى : (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً).
وقوله سبحانه : (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصاداقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً).
12ـ أزمة التضخم :
وهذه الأزمة نشأت من ترك المسلمين قوله سبحانه : (لا تَظلمون ولا تُظلمون) وغيرها من الآيات الدالة على العدل والقسط وما أشبه ذلك.
13ـ أزمة الفقر :
و نشأت هذه الأزمة من ترك قوله سبحانه وتعالى : (كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم)
وقوله سبحانه : (خلق لكم ما في الأرض جميعاً) وما أشبه ذلك.
14ـ أزمة الاستبداد :
وهذه الأزمة نشأت من ترك قوله تعالى : (وأمرهم شورى بينهم).
وقوله سبحانه : (وشاورهم في الأمر).
وقوله تعالى : (وتشاور).
15ـ أزمة القضاء :
ونشأت هذه الأزمة من ترك قوله سبحانه : (يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب.
وقوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئاً فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفاً أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل، واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألاّ ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألاّ تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ـــ فإن أمن بعضكم بعضاً فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم).
إلى غيرها من الآيات المرتبطة بباب القضاء.