في النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) والوصيّ(عليه السلام) خمس أرواح:ولأئمتنا الأطهار(عليه السلام) والّذين هم قدوة واُسوة الحكماء الإلهيين كلمات وإشارات في روح القدس وخصائص نائلها. ففي الكتاب الموثوق (الكافي) للكليني باسناده: «عن جابر عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: سألته عن علم العالم فقال لي: يا جابر، إنّ في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح: روح القدس وروح الإيمان وروح الحياة وروح القوة وروح الشهوة فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى. ثم قال: يا جابر، إنّ هذه الأربعة أرواح يصيبها الحَدثان، إلاّ روح القدس فإنّها لا تلهو ولا تلعب».وكل ما تكاملت هذه الارواح في الانسان اصبح اكثر ادراكا للمحيط الخارجي من غيره .
وكذلك روى بإسناده: «عن المفضّل بن عمر عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره. فقال: يا مفضّل إنّ الله تبارك وتعالى جعل في النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة أرواح: روح الحياة، فبه دبّ ودرج، وروح القوّة، فبه نهض وجاهد، وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، وروح الإيمان، فبه آمن وعدل، وروح القدس، فبه حمل النبوة، فإذا قبض النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) انتقل روح القدس فصار إلى الإمام، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو، والأربعة الأرواح تنام وتغفل وتزهو وتلهو، وروح القدس كان يرى به».
ان المقصود من هذه الأرواح ليس الأرواح المتعددة المتمايزة عن الاُخرى لأ نّه (مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُل مِنْ قَلْبَـيْنِ فِي جَوْفِهِ) بل ان هذه الأرواح شعب وفروع وشؤون حقيقة واحدة ممتدة أحد طرفيها في النشأة العنصرية فيما يمتد طرفها الآخر إلى بطنان العرش «ان لكلّ بدن نفساً واحدة... الخ»(36).
والبحث الأساس هو: «بروح القدس عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى، وروح القدس لا يلهو ولا يلعب ولا ينام ولا يغفل ولا يزهو». ولأوصاف روح القدس هذه (المعروفة بمقام الإنسان الكامل وعلاماته) أهمية قصوى.