في احدى ليالي الشتاء البارده كنت انا واخوتي نتبادل الحديث مع جدتي لاكن سرعان ما ترك الملل بصمه في الاجواء المحيطه
حينها اقترحت جدتي ان تروي لنا حكايه
لم افهم مغزها الى الان لذا قررت ان تشاركوني اياها
قالت لي انه في قديم الزمان كانت هناك اسطوره تسمى (( الغوله )) وكان الكل يخافها
وكانو يظنون ان الكهف الذي في اعلى الجبل القريب من قريتهم هو كهفها وتسكن فيه لا تخرج منه الا في الضلام الدامس حيث الناس نيام
وفي يوم اجتمع رجال القريه وقررو ان يضعو كبير للقريه وكان الشرط الوحيد هو ان يكون شجاع حتى يستطيع ان يدير شؤون القريه دون مهابه احد
وكثير من الرجال رشحو انفسم على اساس انهم شجعان وعندما اشتد الخلاف حول من هو الاشجع
قررو ان من يستطيع الذهاب الي كهف الغوله وترك بصمه له هناك في منتصف الليل هو الشجاع وهو من سيكون كبير القريه
وبهذا الشرط تراجع نصف الرجال الذين رشحو انفسهم ولم يبقى الا اثنان ويبدو ان احدهم كانت شجاعته بلسانه فقط لا بقلبه
وجاء المساء وكان القرار ان يأخد كل منهم مسمار ويكتب كل منهم عليه اسمه ويذهب ويغرسه في منتصف الكهف وفي الصباح يذهب اهل القريه ويتأكدون من ان كل منهم ذهب الى المغاره
وجاء المساء وذهب الاول وغرس مسماره ورحل وبعد قليل جاء الثاني ولسوء حظه انه عندما دنى من الارض كي يغرس المسمار ويبدو انه كان خائف كان طرف ثوبه تحت المسمار وثبت مسماره على الثوب وعندما ادرا ان يخرج اعاق المسمار تقدمه فظن الرجل ان الغوله امسكت طرف ثوبه فوقع على الارض ميتا
وعندما جاء اهل القريه في الصباح عرفو ان شجاعه هذا الرجل كانت بلسانه لا بقلبه
وكان الرجل الاخر هو كبير القريه ....
ومن هنا عرفت ان الشجاعه ليست ان تقول انا شجاع
وليست ان تذهب الى كهف الغوله كي تغرس مسمار في منتصف الليل والناس نيام
ان الشجاعه في الثبات على الحق ورباطه الجأش المستمده من عزيمه في سبيل الله وسبيل المبدأ ....