معلق على صليب الدنيا, أصلب وأرجم كشيطان سافل, لست طاهراً من الخطايا كالمسيح, أملكـ الكثير من دنس البشر وخطاياهم ورجسهم, كما أملكـ الكثير من طيبة البشر وسذاجتهم, لست شيطان على كل حال ولا ملاكـ.
بشر, حل وسط بين الشياطين والأبالسة وبين الملائكة, مالكم لا تقدرون ؟!!
لكل بشر سمة بارزة فيه, لعلي جاذب للحزن والهم, أرجم كل لحظة ودون سبب, كل من حولي يرجم, الدنيا, القدر, البشر, ألله سيرهم لهذا ؟!!
حتى من يرى أثر الرجم ظاهراً على جسدي يرجم !!
ومن يعلم خفايا روحي المتهالكة !!
أقرب الناس لقلبي !!
وأبعدهم عن ذاتي!!
الكل يرجم!!
مرجم يستعرض فيه البشر قدراتهم على الجرح والإيذاء, يتعلمون هنا ثم يمارسون تلكـ الهواية مع بشر آخرين, جسدي مدرسة أرموا كل قذاكم هنا !!
اجتمعنا على الغداء, تحدثنا عن السينما والحياة, السعادة والجمال, الله والدين وكل شيء, جلسة منسجمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى, ضحكات تعلو وتملأ المكان, ضحكت كهم وقلبي كئيب كئيب, ينتحب, عندها أدركت أن السعادة تنبع من الذات لا ممن حولكـ, فأكثر الناس سعادة سيكون سعيد في الجحيم وأكثرهم بؤس سيبكي في الجنة وينتحب ويلعنها!!
من كره ذاته فلا ينتظر حبها من أحد, ومن ينبع الحزن من روحه فلن تعطيه الحياة وما حوت سعادة تذكر, السعادة والجمال والحياة تنبع من الذات, لا تشترى ولا توهب, قد تدعى ولكن ما أسرع أن تسقط تلكـ الأوهام, ما أغباه يدعي السعادة هناكـ!!.