عمارة القلب!..


إن استنزال البركة الإلهية، تكون بعمارة القلب..

وإلا ما الذي جعل إبراهيم الخليل -عليه السلام- يخاف هذا الخوف

حتى يقول: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}؟..

فمحطّم الأصنام هل يقصد بقوله:

{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}

عبادة اللات والعزة؟..

بالطبع لا!.. إنما الذي كان يقضّ مضاجع الأنبياء والمرسلين،

والأوصياء والصالحين؛ هو ذاك الشرك الخفي..

أي أن يريد الإنسان ربه لنفسه، ولا يريد نفسه لله؛ فيتقرب إلى الله -عزّ وجلّ-

من أجل أن يكتسب مزايا الربوبية..

كالذي يتقرب من السلطان، لا حباً له حقيقةً؛

وإنما من أجل أن يستفيد من مزايا مجاورة السلطان..

فأهل الأرض تنطلي عليهم مثل هذه الأمور، ولكن الله -عزّ وجلّ- لا يُغش،

يعلم الصادق من الكاذب، ويعلم الذي يريد ربه لنفسه،

ويعلم من يتقرب من الله -عزّ وجل- ليؤكد نيته وذاته،

وفي زوايا قلبه هناك حب لبعض الامتيازات..

هذا الإنسان طماع ومتاجر، لا يحب الله؛ إنما يحب نفسه!..

ولكنه إنسان عاقل، فبدل أن يشغل نفسه في الشهوات،

أشغلها بالطاعات؛ ليصل إلى هذه المرحلة!..