بسمه تعالى
اللهم صل وسلم وبارك على مولانا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني المؤمنين اخواتي المؤمنات
دخلت على الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طست ، يقذف عليه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله .. فقلت :
يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك ؟.. فقال : يا عبدالله بماذا أعالج الموت ؟.. قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم التفت إليَّ ، فقال :
والله لقد عهد إلينا رسول الله (ص) أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما من وُلد عليّ وفاطمة ، ما منا إلا مسموم أو مقتول ، ثم رفعت الطست وبكى صلوات الله عليه وآله.. فقلت له : عظني يا بن رسول الله !.. قال :
نعم ، استعدّ لسفرك ، وحصّل زادك قبل حلول أجلك ، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك ، ولا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه ، واعلم أنك لا تكسب من المال شيئا فوق قُوتك إلا كنت فيه خازنا لغيرك .
واعلم أن في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب ، وفي الشبهات عتاب ، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة ، خذ منها ما يكفيك ، فإن كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيها ، وإن كان حراما لم يكن فيه وزر ، فأخذت كما أخذت من الميتة وإن كان العتاب فإن العتاب يسير.
واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ، وإذا أردت عزا بلا عشيرة ، وهيبة بلا سلطان ، فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عز وجل ، وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجةٌ ، فاصحب من إذا صحبتُه زانك ، وإذا خدمته صانك ، وإذا أردت منه معونة أعانك ، وإن قلت صدَّق قولك ، وإن صُلتَ شدّ صَولك ( أي سطوتك ) ، وإن مددت يدك بفضل مدّها ، وإن بدت عنك ثلمة سدّها ، وإن رأى منك حسنة عدّها ، وإن سألته أعطاك ، وإن سكت عنه ابتداك ، وإن نزلت إحدى الملمات به ساءك .. من لا تأتيك منه البوائق ، ولا يختلف عليك منه الطرائق ، ولا يخذلك عند الحقائق ، وإن تنازعتما منقسما آثرك.
ثم انقطع نفسُه واصفّر لونه ، حتى خشيت عليه ، ودخل الحسين (ع) والأسود بن أبي الأسود فانكب عليه حتى قبّل رأسه وبين عينيه ، ثم قعد عنده فتسارا جميعا .. فقال أبو الأسود : إنا لله !.. إن الحسن قد نُعيت إليه نفسه.
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : لو علم الناس محاسن كلامنا لاتبعونا
شارك في نشر هذه الرسالة وكن من أنصار الحجة عجل الله فرجه كي تنال الأجر والثواب
اختكم
عراقية والعراق بدمي