أرملة على احد جسور بغداد : قصيدة الأرملة المرضعة
لقيتها ليتني ما كنت ألقاها
********** تمشي وقد أثقل الاملاق ممشاها
أثوابها رثة والرجل حافية
********** والدمع تذرفها في الخد عيناها
بكت من الفقر فاحمرت مدامعها
********** واصفر كالورس من جوع محياها
مات الذي كان يحميها ويسعدها
********** فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
الموت أفجعها والفقر اوجعها
********** والهم انحلها والغم اضناها
فمنظر الحزن مشهود بمنظرها
********** والبؤس مرآه مقرون بمرآها
كر الجديدين قد ابلى عباءتها
********** فانشق أسفلها وانشق أعلاها
ومزق الدهر؟،ويل الدهر مئزرها
********** حتى بدا من شقوق الثوب جنباها
تمشي بأطمارها والبرد يلسعها
********** كأنه عقرب شالت زباناها
حتى غدا جسمها بالبرود مرتجفا
********** كالغصن في الريح واصطكت ثناياها
تمشي وتحمل باليسرى وليدتها
********** حملاً على الصدر مدعوماً بيمناها
ما تصنع الام في تربيب طفلتها
********** إن مسها الضر حتى جف ثدياها
ما بالها وهي طول الليل باكية
********** والام ساهرة تبكي لمبكاها
تبكي لتشكوا من داء الم بها
********** ولست افهم منها كنه شكواها
كانت مصيبتها بالفقر واحدةً
********** وموت والدها باليتم ثناها
هذا الذي في طريقي كنت اسمعه
********** منها فأثر في نفسي واشجاها
حتى دنوت اليها وهي ماشية
********** وادمعي اوسعت في الخد مجراها
وقلت يا اخت مهلاً انني رجل
********** اشارك الناس طراً في بلاياها
سمعت يا اخت شكوى تهمسين بها
********** في قالة اوجعت قلبي بفحواها
هل تسمح الاخت ان اشاطرها
********** مافي يدي الان استرضي به الله
ثم اجتذبت لها من جيبي ملحفتي
********** دراهم كنت استبقي بقاياها
فارسلت نضرةً رعشاء راجفةً
********** ترمي السهام وقلبي من رماياها
واجهشت ثم قالت وهي باكيةً
********** واه لمثلك من ذي رقة واها
لو عم في الناس انصاف ومرحمة
********** لم تشكي ارملة ضيقا بدنياها
اولى الانام يعطف الناس ارملة
********** واشرف الناس من في المال واساها
----------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصيدة الجميلة اخترتها لكم والتي تنطبق على ما يجرى في هذه الايام الصعبة على اهلنا في العراق.
قصيدة الارملة المرضعة القاها معروف الرصافي بعد مشاهدته ارملة على احد جسور بغداد . . .
اقراء القصيدة وستفهم القصة.
أرجوا أن تعجبكم
منقول للامانه