تخطط القوات الأمريكية لمغادرة العراق في نهاية العام الحالي طبقا لما تم للأتفاقية الأمنية التي تم توقيعها بين العراق والولايات المتحدة. ويبدو أن التحضيرات لمغادرة العراق تجري بشكل متسارع ولقد بدأت المحادثات بالفعل بين المسؤولين الأمريكيين والعراقيين بخصوص السجناء اللذين مازالوا في السجون التي تشرف عليها الولايات المتحدة وكيف سيتم نقل مسؤليتهم إلي الحكومة العراقية.
وقد صرحت وزارة العدل العراقية في بيان صحفي أن وزير العدل العراقي حسن الشامري قابل مسؤلون من وزارة الخارجية الأمريكية لمناقشة الخطوات والأستعدادات الواجب القيام بها قبل نقل السجناء العراقيين إلي مسؤولية قوات الأمن العراقية. وقال الشامري أن وزارته تقترب من الخطوات النهائية لتسلم مسؤولية السجناء العراقيين من الجانب الأمريكي. وقال كذلك أن وزارته ووزارة الداخلية والدفاع ومجلس العدل العراقي سوف يعملون معا من أجل تجنب المعوقات والصعوبات التي تحول دون الأفراج عن السجناء الذين قضوا فترة عقوبتهم والعمل كذلك على أبقاء مدة العقوبة للسجناء الباقيين عند الحد الأدني بشرط أن ألا يخالف ذلك المعاير القانونية.
وقد شدد الشامري الذي يقدر مسؤولية رعاية السجناء في العراق الجديد على ضرورة ربط عملية نقل السجناء بتوفير دورات تدريبية للمسؤولين العراقيين الذين سوف يشرفون على السجناء والسجون العراقية بحيث تركز تلك الدورات على تعليم العراقيين المهارات الأدارية والأمنية اللازمة للأشراف على السجون والتعامل مع السجناء. كما أكد على ضرورة تقديم دوارت تعليمية في حقوق الأنسان لكل الأفراد الذين سوف تنقل لهم مسؤلية الأشراف على السجناء.
يبدو أن الأشراف على السجون والتعامل مع المساجين لن يكون بالأمر السهل في العراق الجديد كما كان بالماضي. ولقد رأينا بأعيننا في الأيام البائدة كيف أن السجناء خاصة السياسيين لم يكن لهم أية حقوق وكانوا يعاملون من قبل المسؤولين وكأنهم مرض أو فيروس يجب أزالته من المجتمع.
لقد بدأ العراق الجديد برؤية الأشياء بشكل مختلف وبدأ الجميع في العراق يؤمنون أن السجناء بصرف النظر عن كونهم سياسيين أو من عتاة الأجرام يجب أن يحصلوا على طعام وعلاج كافي وجيد كما يجب معاملتهم طبقا لمعاير حقوق الأنسان. لقد أصبح العراقيين يؤمنون أن السجناء في العراق الجديد لا يجب التخلص منهم بل يجب العمل على تأهيلهم وأعادتهم إلي المجمتع بأسرع ما يمكن لأنهم جزء من ذلك المجتمع ويمكنهم المساهمة في نهضته وتقدمه.