أحد شعراء المهجر ما شدني اليه اسلوب لغته المتقن ورصانة قلمه الذي يجيد عزف الجرح ليتثائب الالم ويغفوا لبرهة عند مقطع ما وعندما استرسل بين ثنايا نزف قلمه سرعان ما يستفيق الالم مرة ثانية وعلى التوالي قلم لديه امكانية التبحر بلغة الروح والعقل
احببت ان انقل لكم نبذة بسيطة من حياته وقصيدته التي ادمعة لها المقل
الشاعر العراقي الا وهو
°°عدنان الصائغ°°
لقد ترك الشاعر العراقي عدنان الصائغ وطنه الذي صار جحيماً لروحه النبيلة وقيداً على قصيدته الجانحة لقيم
الحق والخير والعدالة منذ بداية التسعينيات باتجاه منفى تعددت عناوينه فأقام قليلاً في عمّان ثم توجه إلى بيروت
قبل أن يصبح القطب الشمالي عنوانه السويدي الجديد والذي حاول أن يتأقلم مع ظروفه المتجمدة،
هو القادم من شمس العراق المشرقة دوماً، فدفع وهو يمارس ذلك التأقلم الضروري الكثير من صحته المرهقة
أصلاً... لكن ما وجده هناك من حريات تليق بالشعر والشعراء وما لقيه من مساندة أسرية رائعة جسدتها
زوجة مثقفة محبة وطفلان - كبرا على رصيف المنافي - أدركا مبكراً قدر والدهما شاعراً يتوق للحرية شرطاً
لبقائه الإنساني خفف من عذاباته في الغربة وأضاف لقصيدته الجديدة ألقاً إضافياً وخلّصها من كثير من الشوائب
والحيل التي يلجأ إليها بعض الشعراء احتيالاً على مقص الرقيب وتقية مما وراء الرقيب.
قصيدة عدنان الصائغ الجديدة والتي تحققت في دواوينه الأخيرة قصيدة رائعة صادقة
تتوغل في تضاريس الغربة وتحتفي بالإنسان كأرقى وجود يمكن أن يتحقق في الوجود... يقول الصائغ:
سأحزم حقائبي
ودموعي
وقصائدي
وأرحل عن هذه البلاد
ولو زحفت بأسناني
لا تطلقوا الدموع ورائي ولا الزغاريد
أريد أن أذهب
دون أن أرى من نوافذ السفن والقطارات
مناديلكم الملوِّحة
استروح الهواء
منكسراً أمام مرايا المحلات
كبطاقات البريد التي لا تذهب لأحد
لنحمل قبورنا وأطفالنا
لنحمل تأوهاتنا وأحلامنا ونمضي
قبل أن يسرقوها
ويبيعوها لنا في الوطن: حقولاً من لافتات
وفي المنافي: وطناً بالتقسيط
ولكم مني كل الود والتقدير