السلام عليكم ورحمت الله وبركاته ....
كنا في الحلقة الماضية تحدثنا عن اخوان يوسف عليه السلام عندما وضعوه في البئر وكيف ان الله تعالى اخبر يوسف عليه السلام بانه سينجوا من ذلك وبشره انه سوف يلاقي اشقائه في يوم من الايام وهو صاحب سلطان وجاه ويواجههم بما فعلوه به ....
ولكن في هذه الحلقة فكرت اني اخلي كلامي نوعا ما ممزوج باللهجه العاميه حتى تصل المعلومه بشكل اسهل للمتلقي ....
.................................................. ......الحلقة الثالثة........................................... .......................
بعد ما وضعوا يوسف في البئر .... رجع اخوانه للبيت في المساء وتظاهروا أنهم حزينين ويبكون واخذوا ثوب يوسف عليه السلام وحطوا عليه دم من عندهم ... في كلام يقول انهم ذبحوا واحده من الماشية الي عندهم ولطخوا ثوب يوسف بدمها ... وفي كلام يقول غير ذلك .. المهم انهم لطخوا ثوب يوسف بدم مزيف ....
وقالوا لأبوهم سيدنا يعقوب عليه السلام ....
قالوا له ( ياابونا احنا كنا نلعب مع بعض وخلينا اخونا يوسف عند اغراضنا يحرسها لنا من السرقة
ولما رجعنا تفاجأ يا يبه أن صاده نفس الكلام الي كنت تحذرنا منه ... وهو أن الذئب أكله ..) ولكن اخوان يوسف من الارتباك نسووا شغله في غاية الأهمية ساهمت في كشف مخططهم لأبوهم ....
وهو ان ثوب يوسف عليه السلام على الرغم من انه ملطخ بالدم إلا أنه ماكان مقطع وانما كان صاحي ....
هنا قالهم سيدنا يعقوب وهو يبكي محاولاً أن يثبت لهم أنهم كاذبين ( ماأرحم هذا الذئب أكل إبني يوسف ولم يتلف ثوبه)!!!!
.... هنا اشتد الكلام بينهم .. هو يحاول يخليهم يعترفون بمكان يوسف عليه السلام وهم يحاولون يقعنونه انهم مالهم ذنب في هالشي وان اخوهم يوسف عليه السلام مات بعد ما اكله الذئب ... وهنا اخوان يوسف عرفوا وتأكدوا أن ابوهم ماراح يصدقهم لذلك قالوا لأبوهم :
( ياابونا انت حتى لو كنت متأكد اننا صادقين ماراح تصدقنا وراح تحط في بالك اننا كذابين ... فما بالك وانت بالاساس شاك فينا وحاط في بالك اننا كذابين وممكن نضر اخونا يوسف) !!!
في النهاية ولما يأس يعقوب عليه السلام من انه يخليهم يعترفون .... قالهم بإستغراب وهو يبكي
( شلون طاوعتكم انفسكم بانكم ترتكبون مثل هذا الذنب ... وحذرهم بأنه ذنب عظيم) وطلب من الله سبحانه وتعالى انه يصبره ويعينه على مصيبته ...
ومافي ادق من وصف الله تعالى لهذا الموقف عندما قال : (وجآءو أباهم عشآء يبكون(16) قالوا يأبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متعنا فأكله الذئب ومآأنت بمؤمن لنا ولو كنا صدقين(17)وجآءو على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون) ... صدق الله العظيم ..
....................وفي هذه الاثناء كان يوسف عليه السلام الفتى الصغير المظلوم بروحه في قاع البئر وسط الظلام ينتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى ...
وفعلاً ... وبينما يوسف ينتظر في البئر مروا على نفس البئر ناس كانوا رايحين بإتجاه مصر ...
فجلسوا بالقرب من البئر وطلبوا من الساقي (المسؤول عن الماء) أنه يذهب للبئر ويجيب لهم ماء عشان يستخدمونه في الرحلة إلى مصر ....
وفعلاً إتجه الساقي إلى البئر واخذ الدلو ... ونزله إلى قاع البئر عشان يحصل على ماء ... وبينما يوسف جالس ينتظر الفرج في قاع البئر ... تفاجأ أن هناك شخص ينزل الدلو ... فتعلق فيه يوسف ولما رفع الرجل الدلو تفاجأ أن في داخله صبي صغير ... ففرح وراح يبشر الي معاه بالرحلة....
المهم اتفق الجميع انهم يخلون يوسف ضمن بضاعتهم ويروحون يبيعونه في مصر ...
ولما وصلوا مصر عرضوا بضاعتهم ... وكان سيدنا يوسف عليه السلام من ضمن البضاعه ...
ولأن الله تعالى يقدر الأمور ... كان في تلك الاثناء عزيز مصر يشتري بعض البضاعه في السوق ولما شاف يوسف عليه السلام ... طلب من التجار شرائه ... فوافق التجار وباعوا يوسف عليه السلام بمبلغ زهيد .... سبحان الله نبي من انبياء الله يباع في سوق وبمبلغ زهيد ....
هنا عزيز مصر اقترح على زوجته انهم يتبنون يوسف عليه السلام ... وطلب منها مقابل ذلك انها تحسن معاملته وتكرمه في القصر .....
وقد وصف الله تعالى الاحداث الي قلتها لكم بقوله ( وجآت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يبشرى هذا غلام وأسروه بضعه والله عليم بما يعملون (19) وشروه بثمن بخس درهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين(20) وقال الذي إشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ... صدق الله العظيم