المرتزقة الجدد جنود امريكا فى العراق
كشف كتاب جديد ظهر فى القاهرة عن حقيقة المرتزقة فى العراق على خلفية جرائم بلاك ووتر فى العراق ،واشار الكتاب وهو بعنوان بعنوان (المرتزقة الجدد .. و"خصخصة" الحروب ) الصحفي والمحلل السياسي (محمد جمال عرفة) الى ان تاريخ هذه الفرق المرتزقة يعود الى الحرب الاهللية الامريكية واستمرت باشكالها المختلفة حتى الان وتتولاها شركات غربية ضخمة وتنبع اهميتها للجيوش الامريكية فى اكثر من صورة فالقتلى من هؤلاء المرتزقة لا يتم رصدهم فى ارقام قتلى الجيش الامريكى كما ان جرائمهم غالبا ما يتحملونها وينأى الجيش الامريكي بنفسه عنها رغم ان هذه الفرق تعمل تحت امرته .

تطور تاريخي
وقال الكاتب انه ومع الوقت وتطور الحروب والزمن ، تطور دور هؤلاء المحاربون – المرتزقة- الذين يبيعون قوتهم ومهاراتهم الحربية لمن يدفع ، بحيث أصبحوا جيوشا كاملة تؤجر نفسها وليس مجرد أفراد حتي أن 30 الفا من الجنود المرتزقة الألمان المعروفين بـ (الهسيانز) شاركوا في الحرب الأهلية الأمريكية قبل ظهور الولايات المتحدة الحالية .
ومع خروج قوات الاستعمار الغربية من القارة الأفريقية وأسيا ، بدأت هذه الدول تسعي عبر أجهزة مخابراتها في تشكيل شركات أمنية خاصة يشرف عليها عسكريون سابقون بهدف تأجيرها من الباطن للقيام بالأعمال القذرة والحروب الصغيرة في بعض البلدان التي ترغب الدول الاستعمارية في استمرار السيطرة عليها بوسائل أخري غير تقليدية بعدما انتهت المرحلة الاستعمارية .
هذه الشركات الخاصة – أغلبها غربية – بدأت بالنمط التقليدي للمرتزقة في تلقي تعهدات مختلفة خصوصا في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ، لحماية رؤساء دول ديكتاتوريين ، أو تدبير انقلابات لصالح فئات سياسية معينة ، أو حماية أبار بترول أو مناطق إنتاج الماس وغيرها مقابل نصيب من ثروات هذه البلدان .
وسريعا ما تطور نشاط هذه الشركات وتوسع ليتضمن أنشطة أخري تكنولوجية وفنية واقتصادية بجانب النشاط العسكري ، واختلف بالتالي دور المرتزقة العاملين في هذه الشركات من العسكري الذي يلبس اللباس العسكري ويحمل أسلحته ومعداته الحربية ، إلي أشكال متعددة من المرتزقة منهم الفنيون الذين يديرون شبكات الرادارات العسكرية وأجهزة الملاحة الدقيقة ، وخبراء البرمجيات والكمبيوتر الذين يخططون المعارك ويديرون التقنيات الحديثة .
وساعدت عدة تطورات علي انتشار شركات المرتزقة هذه ، وعلي ظهور المرتزقة الجدد في العصر التكنولوجي الحديث منها : رغبة الحكومات في التخفي عند القيام ببعض الأعمال القذرة ، أو خشية السياسيين من أن تؤثر مشاهد توابيت القتلي من جيوشهم المسلحة - في حالة استخدموها بدل المرتزقة - في إثارة غضب الرأي العام الداخلي ضدهم ، بعكس المرتزقة الذين لا بواكي عليهم .
ومنها أيضا ميل الخبراء العسكريين وخبراء التكنولوجيا والاتصالات والكمبيوتر لبيع خدماتهم لهذه الشركات الخاصة التي تدفع مبالغ مالية أعلي من الحكومات ، ومن ثم اتجاه الحكومات للاستفادة من هذه الشركات في القيام بالعديد من الأعمال خصوصا في الحروب والغزوات لمساعدة قواتها .
والأهم من هذا وذاك أن الاعتماد علي المرتزقة في الحروب يقلل من أعداد القتلي الرسميين - باعتبار أن أرقام قتلي المرتزقة لا تذكر رسميا – ما يسمح للحكومات بالكذب فيما يخص خسائرها البشرية لتظهر نفسها منتصرة أحيانا ، وهذه حالة ظاهرة في حالة الغزو الأمريكي للعراق حيث أعداد القتلي تتوزع علي جنود أمريكيين هم الذين يجري إعلان عدد قتلاهم فقط ، وجنود أمريكان آخرون ليسوا حاصلين علي الجنسية بشكل كامل وإنما "جرين كارد" وهؤلاء لا يذكر عدد قتلاهم لأنهم ليسوا جنودا رسميين ، ثم المرتزقة أو "المتعاقدون العسكريون أو المدنيون" وهم أيضا لا تذكر أي أرقام دقيقة عن خسائرهم !

توسع كمي ونوعي
ومع الوقت توسع نشاط هذه الشركات الخاصة العسكرية وزادت أعدادها حتي بلغت قرابة 100 شركة وأصبح حجم نشاطها المالي يفوق ميزانية الحكومات ، ويزيد علي 200 مليار دولار وفق بعض التقديرات ، وبعد أن كانت الجيوش المحاربة في الغرب تضم نسبة 10-20% من المرتزقة للقيام بوظائف مختلفة (حماية – تأمين إمداد القوات المحاربة بالمؤن والسلاح – تدريب- وظائف فنية) ، أصبح الاستعانة بجيوش المرتزقة الجدد من الشركات الخاصة أكبر حجما ويصل أحيانا لنصف هذه الجيوش المحاربة وأكثر ، حتي أن دراسات أمريكية وتقريرا نشرته وكالة رويتر كشف عن أن عدد المتعاقدين الأمنيين المرتزقة في العراق بلغ 100 -130 ألف مرتزق متعاقد في حين أن عدد القوات الأمريكية الرسمية 150 ألفا !؟.
وهكذا أصبح العالم علي أبواب نوع جديد من الحروب هي حروب القطاع الخاص أو الحروب المخصخصة وأصبحت "خصخصة الحروب" هي أخر صيحة في عالم حروب اليوم ، بعدما انتشرت شركات المرتزقة وأصبحت تطلق علي نفسها أسماء أكثر لياقة وتنبذ كلمة "مرتزقة" مثل تسمية نفسها "شركات حماية" أو " متعاقدون مدنيون" أو " متعهدون " .
أما الحقيقة فهي أن هذه الشركات تعمل من الباطن مع الحكومات ، بل وغالبا ما يديرها مسئولون سابقون سياسيون أو عسكريون ، وقد يعين بعض مسئوليها كوزراء في الدول المختلفة – تشيني نائب بوش كانت رئيس شركة "هاليبرتون" التي لها عدة تعاقدات في العراق – وبالتالي فهي تدير الحروب والغزو وتدير الأزمات نيابة عن الحكومات التي تظل كامنة بعيدا في الظل تنفي عن نفسها التورط في هذه الجرائم !.

مرتزقة وصليبيون
ومع تضخم شركات المرتزقة الجدد ، بدأت هذه الشركات تلجأ للبحث عن غطاء أخلاقي أو سياسي أو اقتصادي أو حتي من الأمم المتحدة لتبرر نشاطها وتحظي بمصداقية وشرعية دولية ، وكي توفر لعملائها من المرتزقة الجدد قدرا من الحماية خصوصا أن القانون الدولي والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة تجرم نشاط هؤلاء المرتزقة وتعتبرهم مجرمين وقتلة ولا تعترف بهم – لو وقعوا في الأسر – كمجرمي حرب أو أسري .
وفي سبيل ذلك بدأت هذه الشركات – تساندها الحكومات التي تديرها أو تستفيد منها – تتجمل وتسعي للترويج لنفسها باعتبار أنها شركات تقدم خدمات تكنولوجية وتدريب وخدمات ، وأن دورها ليس إشعال الحروب أو القيام بأي أنشطة تتعلق بالصورة السلبية القديمة للمرتزق حامل السلاح وقاتل الأبرياء .
وكان النموذج الايجابي الذي طرحته هذه الشركات لنفسها هو الدور الذي قامت به شركة "أكسكيوتف اوتكوم" أو النتائج المضمونة " Executive Outcomes الجنوب أفريقية في سيراليون عام 1995 حينما نجحوا في إعادة الاستقرار للبلاد وطرد المتمردين ، وإعادة 300 ألف لاجئ إلى وطنهم نظير نصيب من ثروات البلاد من البترول والماس (!) أي دورها كشركات لحفظ السلام لا للحروب !.
من هنا بدأت شركات المرتزقة الجدد تتحرك لتحظي بموافقة مسئولي الأمم المتحدة علي إسناد مهام لها ، وبدأت في البحث عن غطاء أخلاقي وديني عبر التعاون مع بعض الحكومات أو المنظمات المشهورة بدورها الخيري المعلن ، والتي لا يعرف أحد تاريخها الأسود مثل دولة ما يسمي "فرسان مالطا" التي تشبه "الفاتيكان" وتوجد مقراتها داخل الفاتيكان في إيطاليا ، والتي ينتمي لها غالبية رؤساء شركات المرتزقة الجدد ولها تاريخ قديم في أعماق الحروب الصليبية التي استهدفت السيطرة علي كنوز الشرق !!.
وفي اللحظة التي بدأ فيها هؤلاء المرتزقة الجدد البحث عن تاريخ لهم أو غطاء شرعي يتدثرون به من عار "الارتزاق" ، بدأت تتكشف حقيقتهم الصليبية القديمة ، وأهدافهم في السيطرة علي خيرات العالم النامي وفي القلب منه العالم العربي والإسلامي !.

حقيقة بلاك ووتر
فأحدث وأشهر شركات المرتزقة وهي شركة (بلاك وتر) Blackwater (المياه السوداء) لخدمات المرتزقة والحماية والتي تلعب دورا كبيرا في العراق وتسعي للعب ذات الدور في السودان ودارفور ، ويقول أصحابها أن لهم أنشطة في دول إسلامية عديدة يرفضون الإفصاح عنها (!) ، هذه الشركة تبين أن صاحبها مسيحي متعصب ينتمي للتيار اليميني المسيحي المتطرف في أمريكا والذي يدير الولايات المتحدة منذ صعود الرئيس بوش لسدة الحكم عام 2001 ، كما أنه وكبار مسئولي الشركة أعضاء في "فرسان مالطا" !.

خطر على المسلمين
وأخطر ما في عمل هؤلاء المرتزقة الجدد هو نشأتهم الصليبية وسعي الشركات التي يعملون فيها للمزاوجة بين الدين وبين العمل السياسي والعسكري ، وهو ما ينعكس علي طريقة أداء مرتزقتها في المناطق العربية والمسلمة ، والدليل ظهر بوضوح في الفلوجة العراقية حينما تعمدوا قصف وتدمير قباب المساجد وتدمير المنازل علي أهلها ولم يسلم منهم لا طفل ولا شيخ وكأنهم يقلدون الصليبيين القدامي في قتلهم الشيوخ والعجائز في القدس !.
ولأن "خصخصة الحروب " موجهة بالشكل الأساسي نحو شعوب العالم النامي التي ترفض سيطرة الدول الكبرى علي مقدراتها ومواردها وفي القلب منها العالم الإسلامي الذي يتمتع بموارد طبيعية غزيرة فمن الطبيعي ان تثير خطط هذه الشركات وأنشطتها ، التي تتجمع فيها كل أحقاد الصليبيين القدامي "فرسان مالطا" والجدد " اليمين المسيحي المتطرف" في إدارة بوش" ، المخاوف من عصر جديد تسيطر فيه هذه الشركات علي عالم المستقبل والسيطرة علي ثروات العالم الإسلامي .
والأكثر خطورة أن هذه المخططات التي توجه نحو العالم الإسلامي ليست قاصرة علي التحالف العسكري – السياسي – الديني لهؤلاء المرتزقة الجدد الأجانب لغزو العالم الإسلامي كما يسعون حاليا في دارفور السودان والصومال ودول إسلامية أخري لم يعلنوا هم عنها ، لم تعد قاصرة علي المرتزقة الأجانب من الخارج وإنما بدءوا يخططون لتشغيل أو الاستفادة من مرتزقة "وطنيين" من داخل العالم الإسلامي يتحدثون بلسان عربي مبين ويدينون بالإسلام في أوراق هوياتهم لهدم الدين من الداخل علي طريقة "طروادة .
فمنذ هجمات 11 سبتمبر علي أمريكا وهناك تحفز أمريكي وأوروبي ضد العالم الإسلامي وسعي لوضع خطط إستراتيجية جديدة لمواجهة هذا العالم الإسلامي كعدو بديل للشيوعية .
ومع أنهم سعوا في البداية لوضع خطط للتفرقة بين المسلم "المعتدل" والمسلم "المتطرف" والسعي لنصرة "المعتدلين" من الإسلاميين باعتبار أنهم ينبذون العنف ، وضغطوا في هذا السياق علي حكومات إسلامية لتسمح بانتخابات حرة نسبيا كحل لتقليل حدة الاحتقان والتطرف الداخلي الذي ينتقل للغرب ، فقد أقلقتهم نتائج الانتخابات الحرة لأنها جاءت بهؤلاء الإسلاميين الذين يعارضون التدخلات الغربية في شئون بلادهم ، وفشل فيها الليبراليون الذين عول الغرب عليهم للفوز .
من هنا بدأ التركيز علي فكرة أكثر خبثا تدور حول زرع أو الاستفادة من مرتزقة "وطنيين" من أبناء الدول العربية والإسلامية يدينون بنفس الأفكار الليبرالية العلمانية الغربية ويناهضون الفكر الإسلامي الحقيقي القائم علي الشريعة ، بحيث يكون هؤلاء هم شوكة الاستعمار الجديد في بلاد العرب والمسلمين !.
هذا الأمر كشفه تقرير مهم نشرة مركز (راند) التابع للقوات الجوية الأمريكية تحت عنوان : "بناء شبكات مسلمة معتدلة " Building Moderate Muslim Networks ، وكشف عن أن المسلم المعتدل أو المرتزقة الوطنيون هنا هم المصنفين علي أنهم مسلمون يأخذون من الدين مظاهرة الفلكلورية في حين لا يؤمنون بشريعة الإسلام ويناهضونها ويعادون كل المظاهر الإسلامية الأخري !.



منقول... للتوعية