تكملة الجزء الثاني من القصة
///////////////////////////////////////////
كان عاشق النساء قد استيقظ في ساعة مبكرة من الصباح فتلفت فلم يعثر على ايليا الشاعر فاكمل نومه دون ان يلتفت الى غيابه معتبرا ان ذلك من طبع الشعراء ونوادر المغرمين واهل الحياء ...فلما طلعت الشمس واعتلت في قبة السماء ..صحا عاشق من جديد ..ووجد انه لازال في حجرته وحيد وان ايليا لازال عنه بعيد ..فاندهش وانذهل هل اصاب صديقه شيء من الخبل ..فاين يمضي وهما غريبان ولا يعرفان في هذه المدينة شخصا او يستدلان على مكان ...وفيما الدهشة ترتسم على محياه ..والتفكير قد اعياه اذ دخل ايليا وهو يحمل ابتسامة عريضة في سيماه ..
فعاجله عاشق بالسؤال : اين كنت يا كثير الترحال ...واين ذهبت وتركتني اتقلب من حال لحال ...ام هل تريد ان اذرع الشوارع وانا احمل الف سؤال وسؤال ..
فضحك ايليا ورد عليه وهو يصفق بيديه والفرح باد عليه : وجدتها وجدتها ..اميرتي وجدتها ...لكنني لفرط حيرتي بها نسيت ان اسالها عن اسمها ...
نسيت كل شيء حولها ...لكنني بسرعة البرق ..لقد احببتها ...
فصفق العاشق بيديه وسلم امره الى باريه وقال وهو يردد ابيات شعر استحضره على عجل :
اليوم جائني البطل ..ايليا ببعض مافعل
بالله قلي مالعمل ....فالعقل مني قد رحل ...
فقال ايليا رادا عليه ببعض من الزجل :
ياعاشق النساء والصبايا ....هل خلت اني اخلق الحكايا ؟
فرد العاشق : بل قلت ان فيك بعض السحر ...واني مما فيه انت لست ادري
اعاشق انت كما تقول ...قد تاه عيل منك يا صديق الف صبر ..
فقال ايليا وهو يرقص في الغرفة : فلتعزف الالحان والموسيقى ...فالحب جاء عندي حتى يبقى ...
الحب حبي انا فيه ارقى ...لاحبك المجنون فيه تشقى ..
فتبرم عاشق النساء وقال :
يا صاح انت جائع غريب ...والطبع فيك كله عجيب ...
هل قد شربت كأسا من نبيذ ....ام مر فيك مارد مريب ..!!
فزاد ايليا من ابتسامته وقال :
بل قد رايت مالم تدري ....من جوهر الحسن فعيل صبري ...
فاعذر حبيبا قد راى الثريا ...على الثرى يا صاح وهي تسري
فبهت عاشق وطلب من ايليا ان يصدقه القول فيما راه وان يفصل له مالذي حصل له فاعياه ..فهدا من روعه واجلسه الى جانبه وسقاه ..وقال له :
يا صاحبي ايليا .لقد صاحبتك منذ زمن ..وقد اقمست معك على ان نكون خليلين صديقين في السراء والضراء والكفن ...فقل لي حكايتك ..واعلمني ببغيتك ..فاما ان اكون معك من الهالكين ..او تفوز بمن تحب ولو كانت ابنة السلاطين ...
وهنا انفرجت اسارير ايليا وقال لعاشق : لقد عشقت اميرة جميلة شاهدتها في قصر السلطان ...
وهنا لطم عاشق على راسه وصاح : الان حق علينا الرحيل من هذا المكان والا فان راسينا مقطوعين وليس علينا من امان ...
فقال له ايليا : صبرا يا صديقي فانا لم ات منكرا ولم اكن اشرا بطرا ..وكلما هناك اني قد رايت ..
عاشق : اذا كنت قد رايت فانصحك يا صديقي انك بعد اليوم ان لا ترى والا نرى انا وانت شيئا منكرا ..ونحن لانملك من حطام الدنيا ما يباع او يشترى ..
فصمت ايليا ..وشاركه عاشق الصمت ...ثم طلب منه التجوال في المدينة بحثا عن الشراب والطعام وفرصة للعمل ففعلا