نهاية الليلة الاربعين ...
اقتربت الليلة الاربعين على نهايتها وبدا العد التنازلي للايام المتبقية قبل حلول السلام الدائم بين الجزر المتصارعة وانتهاء الخصام ...وكانت نوني صديقة بنت الهدىت تجلس الى جانبها وتحاول تقوية عزيمتها والهامها المزيد من الصبر والتعقل في انتظار الحبيب البطل وفارس قلبها المبجل ..
نوني : سيدتي الاميرة المصون ..يا صاحبة القلب الحنون ورفيقة الاحزان والشجون ..مالي اراك عابسة مقطبة وقد اقبلت الايام معلنة نهاية ايام الحرب والسنون وباعثة فينا الامال الكبار وصارفة عنا المقادير والاقدار ..
وقد علمتي يا سيدتي اني واحدة من ضحايا الحرب ...فقد مسني عارض من الجن فامسيت واصبحت لا انا باميرة ولا انا بهرة حقيرة ...وها انذا انتظر الفرج مع المنتظرين ريثما تنتهي الايام الاربعين ونكون بالسلام والامن من المتنعمين ...
فخجلت نور الهدى من حالها وقالت وهي تحاول احياء امالها:
نعم اعرف ما اصابك يا صديقتي الاميرة ...وكيف اصبحت وامسيت وقد اصابك من تصاريف الدهر ما اصابك ...وما اريد الا ان انفث عن حزني وبعض همي ..فانا قلقة بشان مولاي الامير ..فهل لي جناح اليه اطير ام هل لقلبي جرعة من تصبير ..
وكانت نونة اعزائي القراء قد اصيبت بصاعق من الجن او الشيطان اثناء تلك الحرب التي ذكرناها فتحولت الى قطة ...وبعد العلاجات الروحانية والتعاويذ الشيطانية والاجراءات الكثيرة صارت تستعيد عافيتها لبعض نهار فتعود اميرة ..ثم ما تلثب ان تعود لتكون هرة صغيرة ...وهي في انتظار انقضاء مهلة الاربعين لتكون من الفائزين الفرحين ... وسبب اصابتها بالعارض انها كانت تملك موهبة رؤية الجن والشيطان وهم على مبعدة كبيرة فتحذر اهل المدينة والسلطان ..
وبينما كانت الاميرة ونوني تتسامران وقد انقضى من الليل ثلثان واوشك الصبح ان يفيض على الارض بالبيان كان ايليا الغانمي يقترب منهما وينصت السمع اليهما ...غير ان نوني تنبهت الى ذلك بسرعة واجفلت وهي تقول : سيدتي ...اني اشعر بشيء غريب ...وكأن هناك جن قريب ...
في تلك الاثناء نودي في القصر : لقد وصلت سفيرة ارض الاحلام فقوموا ادوا لها التحية والسلام يا سكان القصر المستيقظين والنيام