بسم الله الرحمن الرحيم
هنا لنا رحلة ممتعة نستشعر بها مدى عمق الإيمان في قلوب المؤمنين
وكيف بعض صحابة رسول الله دخلوا الإسلام وكيف من قضى نحبه
في الدفاع عن الإسلام
وبما إن لديّ كتاب عن حياتهم أحببت أن تشاركونني
تلك المتعة في التعرف على كيفية إسلامهم وتضحياتهم
في سبيل الله
.,.
فسعيد بن عامر الجمحي كأن أحد هؤلاء
رجل اشتري الاخرة بالدنيا و أثر الله و رسوله على سواهما
كان الفتي سعيد بن عامر الجمحي واحدا من الالاف المؤلفة الذين خرجوا إلى منطقة التنعيم في ظاهر مكه
بدعوة من زعماء قريش ليشهدوا مصرع خبيب بن عدي أحد أصحاب محمد صلي الله عليه و سلم بعد أن ظفروا به غدرا
و قد مكنه شبابه الموفور و فتوته المتدفقة من أن يزاحم الناس بالمناكب حتى حاذى شيوخ قريش من أمثال:
أبي سفيان بن حرب و صفوان بن اميه و غيرهما ممن يتصدرون الموكب و قد أتاح له ذللك أن يري أسير قريش
مكبلا بقيوده و أكف النساء و الصبيان
و الشبان تدفعه الي ساحة الموت دفعا لينتقموا من محمد صلى الله عليه و سلم في شخصه و ليثأروا لقتلاهم في بدر بقتله
و لما وصلت هذه الجموع الحاشدة بأسيرها الي المكان المعد لقتله و قف الفتي سعيد بن عامر الجمحي بقامته
الممدودة يطل علي خبيب و هو يقدم على خشبة الصلب و سمع صوته الهاديء من خلال
صياح النسوة و الصبيان و هو يقول ان شئتم أن تتركوني اركع ركعتين قبل مصرعي فافعلوا
ثم نظر اليه و هو يستقبل الكعبة و يصلي ركعتين يا لحسنهما و يا لتمامها
ثم رأه يقبل علي زعماء القوم و يقول والله لولا أن تظنوا أني أطلت الصلاة جزعا من الموت لاستكثرت من الصلاة
ثم شهد قومه بعيني رأسه و هم يمثلون بخبيب حيا فيقطعون من جسده القطعة تلو القطعة و هم يقولون له
أتحب أن يكون محمد مكانك و أنت ناج؟ فيقول و الدماء تنزف منه
و الله ما أحب أن أكون أمنا وادعا في أهلي وولدي و أن محمدا يوخز بشوكه فيلوح الناس بأيديهم في الفضاء و يتعالى
صياحهم ان اقتلوه اقتلوه...
ثم أبصر سعيد بن عامر خبيبا يرفع بصره الي السماء من فوق خشبة الصلب و يقول :
(( اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تغادر منهم أحدا ))
ثم لفظ أنفاسه الاخيرة و به ما لم يستطع احصاءه من ضربات السيوف و طعنات الرماح
.,.
رحم الله شهداء الإسلام
سيكون لنا موعدا أخر مع هؤلاء الصحابة
لكم تقديري
العنود