كم ضاعت قيم الاسلام والانسانية على ايد لم تراجع تراث الانسانية واسس الاسلام حتى اصبح عدو الانسانية محلا للترحم تارة ومشاغبة العقول الانسانية بتعابير لا تمت للانسانية بصلة واصبح اهلاك المجرمين الذين عاثوا فسادا في الارض اصحاب مبدأ يجب الدفاع عنهم
فاي حكمة واي انسانية هذه التي يتحدثون عنها

کم کانت الضجه کبيره علي طريقه اعدام الطاغيه حتي راح بعض من کان يدعي المعارضه يدافع عن مظلوميته وراح بعض من نحترم من العلماء ياسي علي الاهانات التي وجهت لرجل مسلم وفي يوم العيد ونسی هولاء ان في القصاص حياه في يوم العيد وفي غيره فالقصاص حکم شرعي وقانوني لا يعطل في يوم العيد ولا في العطل الرسميه ولا في الاشهر الحرم لان القصاص ليس کالقتال الذي لا يجوز في تلک الاشهر الحرم( يسالونک عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه کبير ..) ولا علاقه للايه بالقصاص کما ان الاصوات التي تصاعدت من افواه الناس لحظه الاعدام ليست من المثله ولا من الشماته في شيء وانما هي صرخات المظلومين الذين اعدم صدام اباءهم وابناءهم واخوانهم واخواتهم .. والله تعالي يقول بخصوص الزاني والزانيه اللذين يقام عليهما الحد ( وليشهد عذابهما طائفه من المومنين ) ويقول ( ولا تاخذکم بهما رافه في دين الله ) فکيف بالمجرم الذي قتل الوف الناس ظلما وعدوانا منهم العلماء والمفکرون والادباء والاطباء والمهندسون والمدرسون والمثقفون.. من خيره رجال العراق ونسائه .. من دون محکمه ولا محام ولا قاض ؟..حتي اننا الي يومنا هذا لا نعلم من هو القاضي الذي حکم علي المفکر الشهيد محمد باقر الصدر واخته المفکره امنه الصدر .. ولا نعلم بالمحامي الذي دافع عنهما !! کما لا نعلم مده المحاکمه ومکانها وزمانها وطريقه الاعدام .
وهناک من هو علي استعداد ان يدفع مليون دولار لمن ياتي بفلم اعدام المرجع الشهيد الصدر .. وملايين الدولارات لمن يدلنا علي جثه العلويه امنه الصدر التي لم يسلم جثمانها الطاهر الي ذويها حتي هذه اللحظه !! هل يعلم العلامه القرضاوي هذه الحقائق وقد نسي ابسط الاحکام الشرعيه دفاعا عن الطاغيه واعتبر الصلاه علي محمد وعلي ال محمد اثناء اعدام الطاغيه من مظاهر التمثيل بجثه الميت؟!!!!
اسال هولاء المتباکين علي الطاغيه هل يعلمون ان الحبل الغليظ الذي التف علي عنقه هو ذات الحبل الذ ي التف علي رقاب الالاف من المومنين والمومنات من دون محکمه تذکر ؟
ان صدام قد شنق بحبله الذي صنعه بيده وشنق به الاف الابرياء من الرجال والنساء ؟ من کان حاضرا حينما شنق بهذا الحبل المرجع محمد باقر الصدر ؟ ومن الذين حضروا حفله اعدامه ؟ وما هي الشعارات التي رددها صدام وجلاوزته حينما التف الحبل علي رقبه فيلسوف العراق الذي لم يکن يملک الا سلاح القلم ؟ والذي لم يعتد على نمله ولم يسلبها جلب شعيره کجده علي بن ابي طالب ؟ هل تفوه القرضاوي بکلمه حينما سمع نبا اعدام المرجع الشهيد الصدر علي يد الطاغيه صدام ؟ هل نبس ببنت شفه ؟ هل سخر منبر الجمعه المقدس ليستنکر ولو بحرف واحد ولو بکلمه اف علي تلک الجريمه النکراء في التاسع من نيسان عام 1980 وهو يوم سقوط الطاغيه الصنم عام 2003 ؟

اننا لا نعتب علي امثال مشعان الجبوري الذي فقد اعصابه ونزع حجابه وبح صوته وارتعدت فرائصه وراح يرعد ويبرق دفاعا عن الطاغيه المظلوم الذي اعدمه الصفويون !!! بيد اننا نعتب علي عالم لا نشک في علميته وکفاءته واخلاصه کالعلامه القرضاوي الذي راح يخلط الاوراق الفقهيه والاحکام الشرعيه ونسي حتي احکام المثله التي ابي علي بن ابي طالب ان نفعلها ولو بالکلب العقور في وصيته لابنائه وشيعته بحق قاتله ابن ملجم ( يا بني عبد المطلب لا الفينکم تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون قتل امير المومنين الا لا تقتلن بي الا قاتلي انظروا اذا انا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربه بضربه ولا يمثل بالرجل فاني سمعت رسول الله يقول المثله حرام ولو بالکلب العقور ) هذه هي وصيه علي عليه السلام وهو علي فراش الشهاده .و هذه هي اخلاقيه شيعه علي بن ابي طالب .
لقد غزا الطاغيه صدام الکويت في الشهر الحرام وراح يقتل الاطفال ويستبيح اعراض النساء وغزا ايران في الشهر الحرام واستمرت الحرب الضروس ثماني سنوات وکانت حملات الانفال ضد الکرد العراقيين في الاشهر الحرم وکان يقوم بـ ( تطهير ) السجون في الاعياد وهو مصطلح يعني تصفيه السجون بالقضاء علي المساجين جميعا لياتي بنزلاء جدد !! ومن المعلوم في الفقه ان الذي يرتکب جنايه في الحرم المکي يقام عليه الحد في الحرم لانه لم ير للحرم حرمه ولم يرع للحرم کرامه..
ان من اخطر الامور ان يدافع البعض عن صدام لانه کان رئيسا ولا يقام عليه الحد ولا القصاص فقد جاء في صحيح مسلم في شان المراه المخزوميه التي سرقت فحاول بعض الصحابه ان يدفعوا عنها الحد فقالوا : من يکلم رسول الله ؟ فقالوا : ومن يجترئ عليه الا اسامه ؟ فکلمه اسامه فتلون وجه رسول الله فقال لاسامه : اتشفع في حد من حدود الله؟! ثم قام رسول الله خطيبا بالمسلمين وقال : ( ايها الناس انما اهلک الذين قبلکم انهم اذا سرق فيهم الشريف ترکوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد واني والذي نفسي بيده لو ان فاطمه بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ثم امر بتلک المراه المخزوميه التي سرقت فقطعت يدها (صحيح مسلم کتاب الحدود باب 2 حديث 8 و 9 ) لقد غضب رسول الله علي اسامه لانه حاول ان يشفع للمراه السارقه فماذا سيصنع رسول الله علي العلماء والروساء الذين سعوا جاهدين في ان يشفعوا لطاغيه اهلک الحرث والنسل واباد مئات الالوف من شعبه ومئات الالوف من المسلمين في الکويت وايران ؟

وعجبي کل العجب علي رئيسنا المحترم جلال الطالباني الذي ابي ان يوقع علي اعدام طاغيه اهلک شعبه الکردي بالاسلحه الکيمياويه وبالقبور الجماعيه لانه قد عاهد منظمه دوليه ان لا يوافق علي عقوبه الاعدام ويعتبر ذلک من الامور الانسانيه والحضاريه ولا يدري ان اعدام المجرم القاتل هو من اسمي مظاهر الحضاره والانسانيه حتي ان القران الکريم يعبر عنه بـ ( الحياه ) بقوله ( ولکم في القصاص حياه يا اولي الالباب لعلکم تتقون ) وهذا يعني ان الذي يرفض القصاص بقتل القاتل لا يعد من اولي الالباب وان کان عاقلا لان اللب يختلف عن العقل . اللب هو العقل المفکر الخالص الذي يعرف مدي الحکمه في القصاص ودورها الکبير في صناعه الحياه للمجتمع ولا يتوهم انه سيقتل نفسا اخري وانه سيکرر جريمه اخري لان قتل القاتل هو عين العدل والقسط والانسانيه والحضاره .

ير وي ان ابا العلاء المعري کان لا يري الحکمه في قطع بد السارق فبعث برساله الي فقيه عصره الشريف الرضي والرساله عباره عن بيتين من الشعر وهما :
يد بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار
تحکم ما لنا الا السکوت له وان نعوذ بمولانا من النار

فاجابه الشريف الرضي ببيت من الشعر :

عز الامانه اغلاها وارخصها ذل الخیانه فافهم حکمه الباري
فهل سيفهم رئيسنا المحترم ما قصده الشريف الرضي في بيته الشعري ؟ وهل سيفهم روساء الغرب واتباعهم من الذين يريدون اعدام عقوبه الاعدام علي حد تعبيرهم ظنا منهم انهم يحترمون انسانيه الانسان ويحسبون انهم يدافعون عنها ولا يدرون انهم بدفاعهم عن القتله يهينون الانسانيه جمعاء والله تعالي لم يفرض القصاص الا لکي لا يستهتر المجرمون بالارواح البشريه والنفوس الانسانيه فقد جاء بعد ذکر القران اول جريمه قتل في الارض حينما امتدت يد قابيل الاثمه ليقتل اخاه : ( من اجل ذلک کتبنا علي بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فکانما قتل الناس جميعا ومن احياها فکانما احيا الناس جميعا ) اي حرمه وکرامه واحترام للنفس الانسانيه کما في هذا النص الشريف المقدس .
ولذا کان القصاص بقتل القاتل حياه للانساتيه المستباحه وانتصارا لها وصيانه لحرمتها .



سماحة السيد عبد السلام زين العابدين