بارك الله فيكِ
رائعه كعادتك
بارك الله فيكِ
رائعه كعادتك
النحلة السكرانة
أثناء تجوالي مع النحلة داخل الخلية لمشاهدة مراحل تصنيع العسل على الطبيعة توقفت النحلة عن الشرح فجأة.
قالت : لا بد أن أذهب لمدخل الخلية حالاً.
وقبل أن أسألها عن السبب كانت قد تركتني وطارت
وأنا طبعاً وراها هيا هتروح مني فين.
وعند باب الخلية وجدت تجمع لشغالات وحراسة النحل على احدى الشغالات ويقمن بطردها من الخلية وكلما حاولت العودة تم منعها من الدخول.
وأنا أخذتني الشهامة وفكرت في التدخل لفض الاشتباك.
ولكني وجدت نظرة تحذيرية غاضبة من صديقتي النحلة
وقالت : لا تنسى اني حذرتك في البداية من عدم التدخل فيما لا يعنيك.
قلت : ولكن هذا منع لموظف من تأدية مهامه وظيفته ودي نحلة شقيانة ومن حقها تدخل الخلية.
قالت : ولكنها ليست في حالة طبيعية انها سكرانة انت مش شايفها عمالة تتطوح ازاي .
قلت : يا شيخة بلاش سوء الظن ده تلاقيها بس دايخة من المشوار وبعدين يعني هيا هتجيب الخمرة منين ؟!!
قالت : بعض النحل يتناول أثناء رحلاته بعض المواد المخدرة مثل الإيثانول ethanol وهي مادة تنتج بعد تخمّر بعض الثمار الناضجة في الطبيعة، فتأتي النحلة لتلعق بلسانها قسماً من هذه المواد فتصبح "سكرى" تماماً مثل البشر، ويمكن أن يستمر تأثير هذه المادة لمدة 48 ساعة.
قلت : وما هي أعراض أوخطورة هذه المادة ؟
قالت : إن الأعراض التي تحدث عند النحل بعد تعاطيه لهذه "المسكرات" تشبه الأعراض التي تحدث للإنسان بعد تعاطيه المسكرات، هذه النحلات السكرى تصبح عدوانية، ومؤذية كما أنها تفسد العسل لأنها تفرغ فيه هذه المواد المخدرة مما يؤدي إلى تسممه.
قلت : وازاي بتقدروا تكتشفوا النحلة السكرانة وسط هذه الحشود الضخمة من النحل.
قالت : في كل خلية هناك نحلات زودها الله بما يشبه "أجهزة الإستشعار أو الإنذار" لديكم ، تستطيع تحسس رائحة النحل السكران فتطرده وتبعده عن الخلية!!
قلت : أفهم من كده ان في نحلات متخصصات في اكشتاف النحل السكران فقط يعني الموضوع مش بيتم اكتشافه بالشبهات أو الصدفة.
قالت : كلمة صدفة دي مش موجودة في القاموس بتاعنا يوجد فعلا نحلات متخصصة توضع من أجل مراقبة هذه الظاهرة وتطهر الخلية من أمثال هؤلاء النحلات يسموا "bee bouncers" وهي النحلات التي تقف مدافعة وحارسة للخلية، وهي تراقب جيداً النحلة التي تتعاطى المسكرات وتعمل على طردها، وإذا ما عاودت الكرة فإن "الحراس" سيكسرون أرجلها لكي يمنعوها من إعادة تعاطي المسكرات!!!
لم أستطع أن أقول شيئاً وقفت صامتاً أتأمل النحلات وهن يعاقبن النحلة السكرانة ويطردونها خارج الخلية
انظروا الى الفلم كيف حراس النحل يطردون
النحل السكران
لكي لايفسدون العسل ويتسمم به البشر بعد اكله
ياسبحان الله ,, فنعم الله لاتحصى
‫النحل السكران‬‎ - YouTube
ولساني يتمتم
سبحان الله .. سبحان الله .. سبحان الله
وللرحلة بقية ان شاء الله.
التعديل الأخير تم بواسطة قرة العين ; 09-10-2011 الساعة 11:39 AM
تأملت الخلايا السداسية التي يبنيها النحل ويضع فيها العسل ثم يقوم بغلقها وطال تأملي لهذا المشهد البديع
وتذكرت كيف كنّا نعاني أيام الدراسة لكي نرسم شكل سداسي متساوي الأضلاع رغم استخدامنا للمسطرة والمنقلة !
سألتني النحلة : مالي أراك شارداً صامتاً على غير العادة ؟
قلت : لأنني لو بدأت في الأسئلة فلن أنتهي !
قالت : أسألة مثل ماذا ؟
قلت : مثل كيف تقسمون هذه المساحة الكبيرة الى خلايا صغيرة دون ان يكون هناك أي فاقد في المساحة او الشمع وبهذه الدقة المذهلة رغم ان العمل يتم في نفس الوقت ومن أماكن مختلفة ؟
كيف تمكنتم من جعل جميع الأضلاع والزواية متساوية بهذه الدقة الرهيبة دون أن تستعينوا بأي آلات ؟
كيف استطعتم ضبط هذه المقاييس الحساسة لوضع كميات متساوية من العسل في كل خلية والتي يستحيل على الانسان أن يعييها بسهولة ؟
لماذا اخترتم الشكل السداسي دوناً عن باقي الأشكال الهندسية الأخرى ؟
واذا قلتي لي ان الشكل السداسي هو الأفضل فما أدراكي بهذا ؟!!
قالت : لست وحدك الذي أثارت اهتمامه هذه الأسئلة فلقد أثارت خلية العسل وهندستها المعمارية المذهلة اهتمام علماء البشرية على مر العصور .
و من أجل استيعاب مدى دقة هذا الأمر فيجب أن تملك نظرة حسابية ورياضية عميقة جداً لكي تفهم كيف يتم هذا البناء الذي قامت كل نحلة بوضع جزء من أجزائه، في انسجام كامل مع استخدام المعايير الهندسية المتسلسلة بمنتهى الدقة وهذا الأمر ليس صعب عليك وحدك ولكنه أيضاً يصعب استيعابه بالنسبة للخبراء والمتخصصيين ويحتاج لآلاف الصفحات لمعرفة كيف تتم هذه الآلية.
قلت : توقعت ذلك لذلك ترددت طويلاً قبل أن أطرح هذه الأسئلة ؟
قالت : لم يستطع أحد من العلماء تقديم الشرح الكافي في أسباب اختيار النحل للأشكال السداسية رياضياً حتى حلول عام 1999، وذلك عن طريق "توماس هاليس".
الذي استطاع باستخدام تجارب ومعادلات معقدة جدا وضع البرهان النهائي النظري والعملي في أن اختيار النحل للأشكال السداسية هي لكونها الأوفر والأقوى وأفضل حل لتخزين العسل وأثبت ان الطريقة التي ينفذها النحل في تصميم الخلايا على أشكال سداسية، تتمتع بفوائد جمة في تقليل الطاقة اللازمة في العمل وكمية الشمع اللازمة للتغليف؛ وحماية الخلايا من الانهيار.
قلت : ولكن هذا يحتاج الى دراسة متعمقة في الهندسة المدنية الخاصة بالمنشآت.
قالت : نحن لدنيا مدرسة متكاملة في الهندسة المدنية نطبقها عند التفكير في تصميم بيت جديد فلا بد أن يكون له مواصفات خاصة جداً ، فبيوت النحل يجب أن تكون خفيفة جداً حتى يمكنها أن تتعلق بأغصان الشجر، ويجب أن تكون متزنة حتى تتحمل آلاف النحل الذي يقطن البيت ولا يكف عن الحركة فلا ينهار، ويجب أيضاً أن يكون متماسك حتى لا تحدث إزاحات في البيت من وزن النحل وحركته عليه، ولا بد أن يكون مرن حتى لا ينكسر بسبب وزن آلاف النحل وحركته في الداخل او بسبب الرياح من الخارج ، ويجب ان يكون مبطن بمواد عازلة حتى لا يسمح بتسرب مياه الأمطار ويفسد العسل أو تنهار الخلية.
قلت ضاحكاً : كل هذه مواصفات لبيت النحل ناقص تقوليلي انه مقاوم للزلازل والأعاصير والبراكين.
قالت : هو بالفعل كذلك فكمية الاهتزازات التي تنتج داخله من حركة النحل وتأثير ذبذبة أجنحتها السريعة جدا أقوى من تأثير الزلازل وبيوتنا قادرة على تحمل أقصى الظروف الطبيعية قسوة ويكفي ان تعلم أن تاريخنا يمتد الى أكثر من عشرة ملايين سنة تعرضنا خلالها لأشد وأسوأ الظروف ولم ننقرض.
وللرحلة بقية
ان شاء الله
التعديل الأخير تم بواسطة قرة العين ; 10-10-2011 الساعة 08:17 AM
المعركة الرهيبة
بعد ما قامت نحلتي بشرح مواصفات بيت النحل العجيبة وأجابتني على أسألتي في الجزء السابق وقبل أن أهم بتوجيه سؤال آخر اذا بي اسمع هذه الصيحة المدوية تتردد في الخلية.
هجووووووووووووووووم
وتركتني النحلة وطارت بأقصى سرعة الى مدخل الخلية دون أن تقول لي أي شئ ودون حتى أن تلتفت إلي أو تقدم لي أي تفسير !!
نظرت حولي فوجدت شيئاً عجيباً ضد كل ما تعلمته عن النحل وعشقه للعمل المستمر فلقد توقف جميع النحل عن العمل وترك مكانه واتجه بأقصى سرعة الى مدخل الخلية يبدو أن هناك مصيبة كبرى قد حدثت.
صرخت في الجميع ما الأمر ؟ ماذا حدث ؟
ولكن يبدو أنه لا وقت الآن للكلام ..
قررت الاعتماد على نفسي تسللت بينهم يشدني فضولي لاستطلاع الأمر
ويا لا هول ما رأيت !!!
لقد رأيت هجوماً شرساً من مجموعة من الدبابير الضخمة على الخلية تحطم في طريقها كل شئ وتقتل كل النحل الذي يعترض طريقها ورغم ذلك لم أرى نحلة واحدة تهرب من الخلية وتتركها لتنجو بنفسها الكل يتسابق من أجل أن ينال شرف محاربة العدو دفاعاً عن وطنه والموت لديه أفضل من الفرار.
كانت المعركة شرسة طاحنة وعجز قلمي عن وصف أحداثها لذلك سأكف عن الكلام وسأنقل لكم مشاهد حية من أرض المعركة.
Bees and Wasps معركة طاحنة بين الدبابير والنحل - YouTube
لقد رأيت الدبور الضخم يهجم على النحلة ويفتك بها بسهولة وسط اقرانها وبدل من أن يهرب النحل من أمامه يهاجمونه ويلتفون حوله ،،
فهل هذا انتحار ؟ أم ايثار ؟ ام عدم تقدير لعواقب الأمور؟
ورغم مقتل آلاف النحل في هذا الهجوم إلا ان المعركة
انتهت بانتصار النحل وتم قتل الدبابير المهاجمة .
ولم يسترح النحل لحظات لالتقاط أنفاسه أو حتى للاحتفال بهذا النصر العظيم
بل قام على الفور بتطهير الخلية من أثار المعركة تمهيداً للعودة للعمل.
ذهبت الى نحلتي وسعدت جداً بسلامتها وقلت لها لن أثقل اليوم عليك بالأسئلة فقد رأيت بنفسي كل شئ ولن أسألك لماذا لم تهربوا لتنجوا بحياتكم فقد تعلمت منكم دروساً كثيرة لن أنساها ما حييت في حب العمل وحب الوطن و ان مصلحة الجماعة فوق مصلحة الفرد.
ولكن لي سؤال واحد فقط هو كيف استطعتم في النهاية القضاء على الدبابير الشرسة القوية.
ردت علي وعلامات الاجهاد ما زالت واضحة عليها
وقالت ان ألد أعداء النحلة هو «الدبور».
فالدبور يجد في خلايا النحل وجبة شهية من العسل، ويبدأ بالهجوم.
وبمجرد الاقتراب من الخلية تترك النحلات عملها فوراً وتبدأ بالتجمع حول هذا الدبور وتحاول أن تلتف من حوله لتحيط به من كل جانب، ولكن بسبب الحجم الكبير للدبور نسبة لحجم النحلة وكذلك لشراسته وفتكه بالنحل فإن هذه المهمة تتطلب تضحيات كبيرة وعدداً كبيراً من النحل ووقتاً طويلاً حتى يختفي الدبور تماماً وسط النحلات الهائجة والمدافعة عن بيتها وخليتها.
لم أشأ أن اقاطعها بأي اسألة وتركتها لتكمل ،
فقالت ان خطة المعركة تقتضي أن نقوم بتغليف هذا الدبور بغلاف من النحل ثم تقوم كل نحلة بهزّ جناحيها بسرعة كبيرة وهذا يؤدي إلى رفع درجة حرارة جسمها حتى 47 درجة مئوية بسبب الاحتكاك،
أعلم انك تريد أن تسأل لماذا هذه الدرجة بالذات؟
إن الدرجة 47 هي أقصى درجة تستطيع النحلة أن تتحملها وتعمل عندها، لأن النحلة تموت بعد ذلك عندما تصل حرارة جسمها إلى 49 درجة.
إن الدرجة القصوى التي يتحملها الدبور هي أقل من 45 درجة مئوية، وبالتالي سوف يموت في الحال بفعل الحرارة التي تولدها رفرفات أجنحة النحل أي عندما تصل درجة حرارته إلى 45 درجة، وبهذه الطريقة الحرارية يتم القضاء على الدبور وحماية الخلية!!!
وقفت صامتاً مذهولاً متأملاً متعجباً متفكراً ثم لم يلبث لساني أن يتمم بكلمات
سبحان من أوحى لكِ بهذا !
المراجع[1] Anton Stabentheiner, Helmut Kovac and Sigurd Schmaranzer, Honeybee nestmate recognition: the thermal behaviour of guards and their examinees, Experimental Biology 205, 2637-2642 (2002).
[2] MASATO ONO, TAKESHI IGARASHI, EISHI OHNO & MASAMI SASAKI, Unusual thermal defence by a honeybee against mass attack by hornets, Nature 377, 334 – 336, 28 September 1995
تقرير اكثر من رائع
اني استوقفني شي واحد الحياة الانسانية بينهم الحب السلام...
عاشت الايادي اختي الطيبة موضوع مميز جدا ورحلة رائعة
الاروع حضورك الطيب
عزيزتي حنين الروح
شاكرين لكِ هذا المرور الجميل
ولاحرمنا الله من تواصلك معنا
وتواجدك في صفحتي المتواضعه
دمتي بخير وعافيه
رائعه والله ياقرة العين شكرا للمعلومات ولسعة خيالك وصبرك موسوعه ماشاء الله......تقبلي تحياتي
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)