قصيدة : القمر والوحش
تتصارعُ في أعماقي رغبتانْ
رغبتي في أن أكون حبيبتكْ..
وخوفي من أن أصبح سجينتكْ..
يتصارعُ القمر..والوحشْ..
والأبيضُ..والأسود..
والوُجُودِيَّةُ..والصّوفِيةْ..
والرَّغبةُ في وصالِكْ..
والرَّغبةُ في اغتيالِكْ...
يتصارعُ في داخلي بَحْرانْ..
بحر ُ أنوثتي المتوسِّطْ
وبحرُ رجولِتكْ..
المزروعُ بالألغام ِ والقراصِنَةْ..
والأسماكِ المتوحِّشةْ..
تتصارعُ امواجُكَ..وشواطئي الرّمليَّةُْ..
وغاباتي..
وأمطارك الاستواٍيئَّةْ..
أواجه في حُبِّي لكْ..
خيار الدخول ِ إلى زنزانةِ صدرك النحاسيّ..
وخيار الخروج إلى شمس الحرِّيَّة..
خيار الامتثال ِ للتاريخْ
وخيار التصادُم ِ مَعَهْ
خيار القبول ِ بخطابِكَ السُّلطَويّ
وخيار التمرُّدِ على كلامِكَ الُمْنْزَلْ...
تحطلطُ في أعماقي
مشاعرُ الغضبْ..
بمشاعر ِ الأمومَةْ..
وإحساس ُ الأمانْ
بأحساس ِ العاصفةِ القادمَةْ..
وأعيشُ أيامي مَعَكْ
وأنا مُعَلَّقةٌ..
بين أشجار النّار على شَفَتيْكْ..
وبين الهاويةْ...
يهاجمني صوتكَ في وحدتي
كذئبٍ مُشتعل ِ العَينَيْنْ..
يتركُ جرحا ً في الرَقَبةْ
وجرحا ً في الذاكرة ْ
وطعنة ً في خاصِرَتي..
وطعنة في شراشِفي..
ويعجنني كلَّ ليلةْ..
بالقرْفَةِ..والزَّعفران..
والبهاراتِ الحارِقَةْ..
أتمزّقُ أَلف قِطعَة ْ..
بين حضارتكَ على الوَرَقْ
وعدوانيَّتكَ على النساءْ..
بين حرائق ِ كَِلمَاتِكْ..
وصقيع قُبُلاتكْ..
بين مواقفكَ الأبويًَّةْ..
ومكواقفكَ النَّرجسيَّةْ..
بين ليبيراليَّتكَ التي لاحدودَ لها..
ورجعيَّتِكَ التي لاحدودَلها..
في داخلي..
مسيراتٌ نسائيَّةٌ طويَلةْ
تبدأ من طَنْجَةْ..
وتنتهي في حَضْرَموت
وشعاراتٌ مكتوبة ٌ بأحمر ِ الشفاه..
وأعلامٌ مصنوعةٌ
من خيوطِ جوارب قديمةْ..
واحتجاجاتٌ ضدَّ نظام الحزْبِ الواحدْ..
والرجل ِ الواحدْ..
والفراش ِ المتعدَّدِ الجنسيَّاتْ...
...وعندما تنتهي الُمظاهَر ْه
وترجع ُ الأمشاط ُ إلى أغمادها..
وترجعُ الخواتم ُ إلى جواريرها..
وتعود ُ العطور إلى قواريرها..
أرمي لافِتاتي..
وأنسى احتجاجاتي..
وأبحثُ عنك في أي مقهى قريبْ
لأشرب القهوةَ معْكْ...
الشاعرة سعاد الصباح
الامير سامر