في غيابِكِ أيّ حُزنٍ ينبغي أن أرتدي
وأنا ..
يا أَول الأحزَان، ماضٍ في غَدِي!
متعلّقٌ ما بَينَ أزْمِنَةٍ تَشِيحُ بِوَجهِهَا عَن كُل مَا مَلَكَت يَديْ
لازِلتُ أَجمَعُ مِن بَقَايَا ذِكرَيَاتِ الأمْس بَعضَ حُضَورِنَا
وَأَجُوبُ أَرصِفَةَ اللِقاءِ بِمُفْرَدِي ،
كَانَ الِّلقَاءُ هُنَا
وَفَرحَتُنَا هُنَا
وَدُمُوعُنَا كَانَت هُنَا مَقْهُورَةٌ..
حُزْنِي يُطَوِّقُنِي ، وَوَقْعُ خُطَىَ التَفَاصِيل الصَغِيرَة تَسْتَحِثُ تَنَهُّدِي
أبْوَابُ كُلُّ مَدِينَتِي تَبْكِيكِ ، حِيطَانُهَا تَبْكِيكِ ،أشْجَارُهَا ، أزْهَارُهَا ،أنْوَارُهَا تَبْكِيكِ
حَتّى أنَا..
وَأنَا الَذِي مَا بَانَ ضَعفِي قَبْلَ أنْ أبْكِيكِ
:
هَل تَسمَعِينِي جَيّداً؟
هَا أنتِ في أعْلىَ سَمَائِي تَسْبَحِين
هَا أنتِِ في أعْلَى سَمَائِي تَسْمَعِين
قَد مَلّ مِنِّي صَوْتِيَ المَبْحُوح يَصْعَدُ عَالِياً
مُتَجَاوِزَاً صَمْتِي وَسِربَ دُعَائِي
وَأَنَا هُنَا المَفْجُوعُ تَحتَ ظِلالِ صَمْتُكِِ
أبْكِي وَأَبْحَثُ عَنكِ فِي أَشْيَائِي،
فِي دَمِّيَ الشِتْوِيّ ، فَوقَ مَلاَمِحِ الحُبِّ الغَيُورَة
فِي عِطْرُكِ المَخْبُوءُ بَينَ وَسَائِدِي
فِي دَفْتَرِي وَقَصَائِدِي المَبْتُورَة
فِي كُلِّ عِرقٍ يَسْكُبُ الشَوقَ مُنَاجَاةً ، وَيَستَجدِي الإيَاب..
وتَرحَلين!
يَا مَن سَكَنتِي أَوَائِلِي ، وَالفَقْدُ يَحتَلُّ الَوَصِيف
الصَمتُ فِي مَهدِ الكَلاَمْ ، مِنَ الغِيَابِ تَسَاقَطَت أَورَاقَهُ
وَكَأنَّ كُلَّ الحُلمِ يَهوِي مِثلَ أَورَاقِ الخَرِيف!
والآن في حضن الغياب
كلُ حُزنٍ ينبغي أن أرتدي
وأنا ..
يا أول الأحزان، ماضٍ في غدي!
متشرد ،أغفى على الذكرى التي
في وصفها عجزَ الكلام عن الكلام
و صحائفٌ مطويّة
والآن باغتنا الفراق
الآن حلّ بنا الفراق
لا موطنٌ القي به حزني ، ولا
التاريخ يسعفني لأكتب
سيرة ذاتّية
رجلٌ
تعثّر من علوٍ شاهقٍ
قالوا بأنه كان مولودٌ
بيوم الحزن ؛ شهر الفقد
والبرج الجدي!
أصغيرتي/
لِمَ غَرّبوكِ ،وَغَيَّرُوا تِلكَ الأَمَاكِن عَن مَلاَمِحِهَا القَدِيمَةِ؟
لِمَ غَيَّبُوا قَمَري ، وبَاتَ مَساءنا يَشتاقُ نُورَه
:
اوألبَسُوكِ الصُبْحَ وَالأعيَادَ وَالنِسيَانَ مَدفُوعَ الثَمَنْ؟
وَأنَا المُصَاُبُ، التَائِهُ ، المَنْسِيُّ فِي العَشْرِ الأوَاخِر
تَتْرُكِينِي قَابِعٌ فِي لُجّةِ الأقْدَارِ ، قَبْرِي بَينَ أجْنِحَتِي
وَأبْحَثُ بَينَ أقْدَامِ المَنِيّةِ عَن كَفَنْ!
***
****
علي ابراهيم
****
الصديقة العزيزة الاديبة استادتنا . أشجان: هو ذا طبعك يااشجان : تنشرين فوح بخورك أنّى حللت ، وتسرجين قناديل الفرح حيثما تهادى هودجك المطرز بيواقيت المحبة وجمان الود ...
لمثل خطاك تستعير أبجديتي من الحدائق ورودها ، ومن الصباحات نداها ، والموسيقى من حفيف الشجر في هدأة الليل .
شكرا لك ايتها الطيبة والفاضلة .