عشرون رمحاً
عتاب مع الزمن
· ياسامعاً نوحي كَطَــلٍّ مُقفِرٍ ... هللاّ تَكُـــفَّ عن القلـــوب غناكــا
·
· فالبلبل الفتان ولى هارباً ... وغُــرابَ شــؤم ٍحَــلَّ في أرجاكـــــا
·
· يامنْ سقيتَ المارقين شذاكا ... ورويتَهم ممــا تفيــض سَمــاكــــا
·
· وحفظتَهم من كل برد قارس ... فــأذا بهـم يتنعمـون دِفــاكــــــا
·
· وزرعتَ كل الخَيروَسطَ قلوبَهم..حَتى تَــفور مـن العنـاقِ دِماكـــا
·
· وكـأنكَ الأم التـي مابارحـتْ ... طـفل لها فـوق القمـاط يَداكـــا
·
· وتكون في اليوم العصيب ورائهم ..وتخافَ أن يبقى الوليد وَراكا
·
· حتى رأيتُ يداك تحملهم كما ... حملتْ من الـرزق الوفيـر شِباكا
·
· تلك الرمال العاصفات غلبتَها ... حـين ارتـوتْ من رملـها عَيناكا
·
· وزرعتَ أرضكَ سندس واستبرق ...كـي لاتمـر عليـهم الاشواكـا
·
· وذرفتَ دمعا في غياب صغيرهم ... أوكيف لاتبكي وهـم أبنـاكــا
·
· إلا أنا المنسي وسط قبيلتي ... مـامـر فـي داري خيـال خُــطاكــا
·
· وتركتَني بين الذئاب فريسة... مــن ذا سينقذُنــي وقـــال فِداكـــــا
·
· هذي رماحهم تؤن وتشتكي ... مــن طــول ماسـكنتْ ومـاأدراكـا
·
· وبكل جوف من فؤادي شكوة ... وبـكل جـرح يـستـغيـث نـِـداكـا
·
· أوما كفاكَ تظلمي وتسهدي ... وتقـول لـي مـن ذا الــذي أذاكــــا
·
· رمدُ أصابكَ بالعيونِ أَم العُمى ... أوهــل صُمِمْتَ ولم تعي أذناكا
·
· ونسيتَ كم عدد الرماح ولونها ... أتريــد مني أن أطــولَ شِفــاكا
·
· عشرون رمحا كان أمس ختامها... هل من مزيد..فلا أقول كفاكا
·
· ياقلبي ما آن الأوان لتسترح ... وإلـى مـتى تبغـي يطـول شقـاكـا
·
· رحل الأحبة للقبور وأنت في... هَــمٍّ وتــُخفي مـا الــذي أضناكـا
·
· يادهر إني مانسيتُ مصيبتي ... أوكــيف تـطلـبُني بـأن أنســاكــا
·
· إني رأيتُك والجموع تحيطُ بي ... مــتبسِماً كــي تـرتَضي أعداكا
·
· هل فيك طبع الذئب يغدر أهله ... مــن ذا الـذي فــي طبعِه أنباكا
·
· وسكنتُ صحراءَ الهموم بغربتي ... والنفس تأبى أن تدوس رُباكا
·
· ماكنتُ أعلم إن طبعكَ قاتلي ... والنــابَ منـكَ بمُــهجَتـي فتّــاكــا
·
· وتركتَ دمعي والدماء غزيرة ... ووطئــتَ صـدراً لايـريد لقاكـا
·
· ماذا تُريدَ وهل هناك بقية ... لاشــئ عنـدي كـي تــعود وراكــــا
·
· حتى غدوتُ حديث من كانوا هنا ... وطرائف ملئت بها الأكشاكا
·
· نجم أنا ملأ العصور بريقه ... كشــف الظــلام ودار فـي الأفلاكا
·
· وسلبتَني مما حوته حقائبي ... هــي جزية ..أم ذاك بعـض مناكـا
·
· واليوم جِئتَ وفي لقاؤك خِنجَراً... متاكــــداً إني غـــــداً أهواكـا؟؟
·
· عانيتُ من ألَمْ الجراح ولمْ أجدْ ...إلاّ سهامـــاً كـــي تخيط بلاكـا
·
· لكن فيك أرى حماقة جاهل ... لايُجتَنى منــه ســوى الأربـاكــــا
·
· متخبطاً كالموج ساعــةَ مدَّهِ ... هل فـي الطريق سَينتَهي أم ذاكـا
·
· يامن أخذتً بضاعتي ... وتركتَنــي ملقــاً بـدون حـراكـا
·
· مامـرَّ فينا سارقـاً فـي حيِّنــا ... والله ماعُــأرِفَ الأسـى لولا كــا
·
· وغـداً سيلتفـتَ الكـريمُ لحالتي ... كـي لااكــون متابعــاً لــرواكـا
·
· يادهــر ماهــذا النفاق أَلَمْ تَعِي ... لمــّا تضـع للوافــدين شـراكــا
·
· تسقي الخيـار الطيبــين بعلقـم ... وإلـى العتـاة المــارقين شـذاكـا
·
· لي أمنيات منك جـد صغيـرة ... وأنا غريب ماعــرفـتُ سـِواكــا
·
· أعطف علي بموتة وقت الضحى ... متوسداً رغم الجراح ثراكا
·
·
·
·
·
· أبو حيدر الشريفي
· 2010/10/28