مودتي لكم جميعا على المشاركات الراقية فعلا والتي تعبر عن الاخر كما عرفتموه ....
اما انا فماذا اقول عن الاخر ..
بل لاصدق القول فان الاخرين في عالمي منقسمون الى شطرين ..عالمين متناقضين ...
عالم اتنمى ان التحق به ..
وعالم اهرب منه ...
وبين تلكم الضفتين اتيه منذ زمن بعيد ..
ولا اعتقد ان رحلة التيه تلك ستنتهي ..مازلت على قيد الاختيار ..
مهلا فثنائية عالمي لم تنه بعد ..
فالاخرون في عالمي صنفان ...
صنف اكرهه جدا ..والصنف الاخر احبه جدا ...
اما من اكرههم جدا ..فاولئك هم من زرعوا حقولا من الشك في فكري واقتعلوا مراسي من خلجان الطمانينة والقوا بمراكبي في تخوم الفتنة ..
ابدية هي تلك الفتنة ..ومغوية هي تلك اللحظات التي اتردد فيها بين الممكن واللاممكن ...بين الرفض والانصياع ..بين ان اكون قشة في قبضة الريح او حربة في خاصرة الحدث ..
لكني قررت ان اكون وانتهى ذلك السجال منذ زمن بعيد ..
بين اولئك الصنفين المتناقضين ينبت طحلب مسكين .
بشر تسوقهم الاقدار ..وتعبث بهم عواصف الاخرين ...
رغباتهم مخباة في جيوب الاحتمال وحشرجات امانيهم يعاقرها الملل ..
لي حكايات مع الاخر لا اريد ان تنسيني اياها ذاكرتي المتعبة ....
فالاخر جنسان ...انثى وذكر ..رجل وامراة ...هو وهي ...تلك وهذا ...
اما الرجال فهم على الاغلب مريدون انانيون فوضويون ...
بحثت فيهم لربع قرن عن صديق احمل همومه في قلبي الجانح نحو شطان الشيخوخة ...ثم اعلنت فشلي الذريع ...
فالصداقة محكومة بالزيف ..والشراكة وهم ..والانانية هي ماركة الاجيال التي انتمي اليها ...
ربما تكون المثالية هي عقدتي التي لا تفارقني حين افكر في الاختيار ...
ولهذا قررت ان لا افتش ...وان لا ابحث ...وان اجدف لوحدي في بحر الاحداث واضرب امواج التحدي بمجاذيف عزلاء الا مني ...
اما الجنس الثاني فهو جنس النساء ..
انيقات ...مدللات ..ناعمات ...مزدوجات ...حالمات ...بارعات السطوة ..هائلات القسوة ...سريعات التكسر على شطان العاطفة ..غيورات ..كاسرات الشهوة ..لذيذات الطعم واللون والعطر ..
في تلك الضفة من العالم ..
اشعلت نيران اغترابي وكتبت اروع قصائدي ...
هل في العالم مكان ادفا من ذلك الشاطيء المدلل لنكتب فيه الشعر ؟
بل هل يكتب الشعر اصلا لها ..!
هل ابدع الانسان يوما ان لم تلامس قلبه ذلك القطر الندي من العاطفة الممشوقة كالحسام !
في متعة ترحالي في ذلك العالم اتنكر بخيال فنان ..فتصير لي اصابع من الوان ترسم النجوم اشجارا تتدلى من اغصانها شفاه بالوان الورد ..
بلون الورد ...احمر قان ...بلون الدم ..عصارة المي واحتضار اقلامي ...
وقطرات الزيت المنسكبة من فوهات قلب يمطر حناءا يخضب شعور العذارى ..مغمسا بدموع الزهر ...ولون العنب ..
شفاه من كرز ...
واعمدة من عاج تتكسر بينها تلك الهمسات المضيئة لمساحات بحجم الدنيا ..
ولذة الدنيا ..وهموم العالم
وسحر المسافرين ...
وخيالات الاحاجي
ودروب الزمن البعيد ..
حكاياتي مع هي ...
تظل هي هي ...
فلا عالم يمكن لي ان اطيق العيش فيه ...
سوى عالم هي ...
ولا شيء يرعبني في كل حملاتي الصليبية ..سوى هي ...
وبين اناي ..وهي ...
يسكن هذا التوق الدائم للراحة ...
والترجل من صهوة جواد ...امتعه الرحيل ...
كثيرة هي الحكايات ...