تعد كنوز الاولى في القصر ويحترمها ويجلها الجميع فهي رقم واحد في كل مايتعلق باحتياجات القصر وترتيب الحفلات والولائم والصلح بين المتخاصمين ورعاية ساكني القصر ..حتى وان كانت تختلف مع بعضهم ضد البعض ..
الا ان هوية كنوز دوما مخفية فهي تسعى دوما وابدا في ان تنقل الى الملك معاناة الرعية..وكان نبات رغم ولعه الدائم بساكني القصر من البنات ..الا انه يكن لكنوز من الاحترام اروع الايات ويعتبرها بمثابة المعلمة له والمحدده لطيشه ..
ولهذا السبب كان لا ينصرف الى ملذاته بحضورها ويسعى دوما الى كل مافيه سرورها لعلمه الاكيد بسعيها للحفاظ على مملكته من السقوط في مهاوي التهلكة وتمتعها باخلاق ملكة ..
وكانت كنوز فوق كل هذا وذاك تعرف كل مايدور في القصر منن مؤامرات ودسائس وتعرف اسماء الجميع واعمارهم بدءا بالوزير وانتهاءا بالسائس ولكن تلك المعرفة لم تخلق في صدر اي منهم اي لون من الوساوس فهي لا تتدخل فيما لا يعنيها وتسعى لكل ما يرضي غيرها لا ما يرضيها ..
وكانت قد شعرت ان في القصر مافيه من العلل وان اتكال الملك على التململ والكسل مدعاة لان يثب الى القصر كل خلل ..فكانت تسهر في تلك الليالي على اصلاح ما يخربه السلطان من عظيم البناء والبنيان ...وكان جل ما شغلها هو الحفاظ على الاميرة همسة ولاء من شر الدخلاء خاصة مع ماشاهدته من ولعها بشخص خارج عن اطار النبلاء وهو شاعر شعبي شاهدته ينشد الاغاني والاشعار خارج القصر وبعيدا عن الاسوار ...
ومع ذلك فهي تخشى ان يرتكب الملك حماقة باجبار نجوى على الزواج منه وهي عنه راغبة والى زواجه ليست بطالبة ..وفي هذا حرج كبير لها فكيف اذا لجات كنوز اليها طالبة المعونة ..ومالذي يمكن ان تفعله ليعدل الملك عن فتونه ويسعى الى ملكه فيصونه بدلا عن التلاعب في الوقت الذي يخوض فيه الزير سالم حرب الدفاع عن حصونه ..
وكان لكنوز في كل ذلك خطة ..وكانت احوج ما تكون في تلك اللحظات الى بطة ..
ارسلت في طلبها وهي تعتبر ان حديثها معها يعد اول محطة في طريق الحفاظ على المملكة من الوقوع في ورطة ...