بسم الله الرحمن الرحيم
لا احد يعلم ما يحدث له في المستقبل ومايخبيء له الدهر من خير اوشر مهما بلغ من العلم والايمان والمعرفة (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا) وكثيرا ما يفاجاء الانسان بالخير وهو يتوقع الشر ويباغت بالشر من حيث يتوقع الخير ولا شيء اءلم للنفس من هذه المباغتة كما ان الخير اذا جاءه من حيث لايحتسب يكون احلى واعذب من المرتقب.والعاقل لايغتر بما لديه بل يدخل في حسبانه دوران الدهر وضرباته كما انه لا يياس ان نزلت به نازلة فان ادنيا في تحول دائم ولذا قيل دوام الحال من المحال
والفرج ياتي من قلب الضيق كما قال الامام علي عليه السلام :عند تناهي الشدة تكون الفرجة وعندحلق البلاء يكون الرخاء وقال:ان موسى بن عمران(ع)خرج يقتبس لاهله نارا فكلمه الله ورجع نبيا
وقال تعالى:لايياس من روح الله الا القوم الكافرون
وقال تعالى:ولايامن مكر الله الاالقوم الخاسرون.
وجاء في كتب التاريخ ان ابن الزيات عمل وزيرا في حكومة المعتصم العباسي والواثق وكان من اقسى الطغاة واظلمهم وقد اتخذ تنورا من حديد وضع بجوانبه المسامير التي لها كرؤس الابر فاذا غضب على انسان القاه فيه فكيف تحرك تدخل المسامير في جسده
ولما تولى المتوكل المشهور الخلافه اعتقل ابن الزيات والقاه في نفس التنور ولم يخرج منه الا ميتا
من مثل تلك العبر ليتعض اصحاب الكراسي بانه كما تدين تدان فالله الله بالرعيه فمن جعل حوائج الناس لديكم نعم الله عليكم فاشكروا لله فانه لا مفر منه الا اليه
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم