منتديات الفرات
وآخيرا عدت يا وطني و آخيرا عدت
نفس الأماكن كيوم تركتها ... الآن رجعت
شرفة البيت وزهرها...
بنت الجيران وشباكها ...
كيس الأحزان ... لا زال معلقا على جدران داري ...
رغم أني من الأحزان برئت ...
لا زال فى المقهى القديم ... صورة لجمال عبد الناصر
لا زال في المقهى القديم ... صوت أم كلثوم يطرب
لا زال هؤلاء العجائز .... منهمكين بلعب الطاوله .. ما أحدا منهم تعب ...
الكراسي ... الحضور ...
الشرفات .... الزهور ...
كل شئ كأني تركته بالأمس ...
فجلست ... طالبا القهوه ...
فنجاني يشبهني حزين ...
فقلت له .. إني ما عدت حزين ....
فقال يا ( محمد ) ... الحزن في البلدان يكسوهم في تشرين ...
أما نحن ... فالحزن يكسونا على طول السنين ...
إشرب إشرب ... ربما تجد فيها روح الزاهدين ...
فاجأني ... من قدم القهوه أنه لا زال يعرفني ...
رغم غيابي من سنين ...
سألته عن بيتنا... قال بعد موت ساكنه ... أطفأت شمعته ...
وأغلق باب شرفته ...
ما عاد أحدا يسقيه زهوره .... ولا يؤنس به الصمت الحزين ..
وسألته عن بين جارتنا...
قال تزوجت ... ولها طفلين ...
أحدهما الذي يلعب هناك مع الأطفال في آخر الحاره ...
نظرت اليه ... يشبهها جدا...
حتى في اناقتها... رغم انهماكه في اللعب بالطين ...
فضحكت ... وصعدت الى باب شقتي ...
افتح الباب ....
رغم وجود مفتاحي ... لا يفتح ...
لكنني استطعت ان اعبره دون فتحه ...!!
فأدركت .... اني قد عدت يا وطني روحا ...
إني لست حيا ... اني من الميتين !!!
‏.
‏.
‏.
ميتوو