اثار مسلسل عن السيد المسيح استنكار الكنيسة الكاثوليكية في لبنان، فطلبت تدخل رئيس الجمهورية ووزير الداخلية لوقفه.
لكن قرار وقف بثه جاء من قبل القناتين اللتين تولتا بث هذا المسلسل ضمن شبكة برامجها الخاصة في رمضان. والقناتان هما قناة المنار التابعة لحزب لله وقناة "ان بي ان" التابعة لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري .
بيان قناتي المنار و"ان بي ان" عن وقف البث برر ذلك بالقول ان الخطوة "اتخذت بهدف تجنب تسيس القضية".
يقول المطران بشارة الراعي عضو مجلس المطارنة الموارنة ان المسلسل "حرف سيرة السيد المسيح وشكك في قيامته والوهته لانه لا يرتكز على الاناجيل الاربعة التى تعرف بها الكنيسة، وان الكنيسة طلبت قبل بدء بث المسلسل وقفه لان هنالك معلومات مغلوطة قد تؤدي الى فتنة".
الا ان بيان القناتين اشار الى ان المسلسل يمجد سيرة السيد المسيح.
وفي المركز الكاثوليكي للاعلام حيث دعي لعقد مؤتمر صحافي تجمع عدد من ابناء الطائفة المسيحية حملوا الانجيل والصلبان ورتلوا ترتيل دينية خاصة بالسيد المسيح.
وأبلغ وزير الاعلام طارق متري، بعد انضمامه للمؤتمر، الحاضرين ان البرنامج علق، معلنا ان هذه الامور "لا تحل بالمنع او بالقانون انما بالسماع للاخر في بلد مثل لبنان حيث الحساسيات الطائفية مرتفعة".
ما حصل اعاد طرح تساؤلات حول اثر الواقع الطائفي في لبنان على الحياة العامة والحياة الثقافية منها تحديدا.
وهذه ليست المرة الاولى التى يحصل فيها وقف لبث برنامج او مسلسل او فيلم اعترضت عليه جهات دينية فقبل اسابيع اوقف تلفزيون "نيو تي في" فيلم "طيارة من ورق" للمخرجة رندا الشهال بعد احتجاج المرجعيات الدينة الدرزية.
ويقول الكتاب والمحلل السياسي حازم صاغية انه "في ظل يقظة الطوائف الى هذا الحد وحضور الوعي الديني الى هذا الحد فإن اي عمل ابداعي سيحصل يجب ان ياخذ بعين الاعتبار حدود الطوائف وحساسيتها".
وقد سبق ان سحبت من الاسواق كتب وتسجيلات أغان وحذفت مقاطع من مسرحيات بعد اعتراض مرجعيات دينية من مختلف الانتماءات، وبرر ذلك بالخشية على الخوف على السلم الاهلي ما يبدو انه انعكاس لعمق الفرز المذهبي والطائفي في لبنان .
ويستند المسلسل الذي تمت دبلجته إلى العربية على فيلم ايراني عرض عام 2008، يروي حياة المسيح بناء على ما جاء في القرآن.