السلام عليكم:
سأتحدث في هذا الموضوع عن واحدة من أزمات الفكر في عالم السياسة العراقية وهذه الازمة تتلخص في النظرة الى القائمة العراقية من قبل كثير من الشخصيات العراقية ، فالكل يعرف وقبل الانتخابات الاخيرة حجم الدعاية التي جاءت بها العراقية لتعرض نفسها وكأنها البديل الوطني عن الطائفية وبالمقابل هاجمت قائمة الائتلاف الوطني هذه القائمة واتهمتها بالبعثية وقام رئيس المساءلة والعدالة وهو عضو في الائتلاف باجتثاث العشرات من العراقية بتهمة الانتماء لحزب البعث المنحل ، الى هنا الكلام مقبول والصراع طبيعي بين القائمتين لكن الغريب وما يثير أكثر من علامة استفهام هو أنه وبمجرد انتهاء الانتخابات بدأت التصريحات تطلق من قادة الائتلاف الوطني من المجلس أو الصدريين وغيرهم بضرورة إشراك العراقية و تحولت بين ليلة وضحاها الى قائمة وطنية وتحول أياد علاوي الى شخصية بطلة بعد ان كان رمزا للبعث عند هؤلاء الذين قذفوه بالأحذية بالامس القريب، وهنا أتذكر مقولة علي (ع) : فما عدا مما بدا. اي مالذي طرأ لتتغير النظرة أهي المقاعد؟؟؟ أم العداء للمالكي ولقائمته جعل هؤلاء الاشتات المتفرقين يتحدون ويتحاورون، أم أنه أمر دبِّر بليل كما قالت العرب.
وهكذا بدأت الوفود تتبادل الحوارات بينهم وزار زعماء الائتلاف علاوي في سوريا إذ التقى به السيد الصدر بعد ان التقى علاوي بالسيد الحكيم في بغداد ،وهكذا نسي هؤلاء تلك الشعارات التي أطلقت وكأن الامر كان حملة انتخابية فقط. قائمة علاوي تتهم الائتلاف بالتبعية لإيران، وتحالف الصدر- الحكيم يتهم اياد علاوي بالبعثية. وتستمر الاتهامات ثم يتحولون الى حلفاء يدافعون عن استقلال العراق وحريته وكرامته ...الخ من الشعارات الجميلة
يعتقد الكثير من العراقيين أن الامر لعبة بين هذه الاطراف لكسب الاصوات ضمن مناطق النفوذ، ففي المناطق التي يسيطر عليها أهل السنة والمناطق المستفيدة من النظام السابق جرى تعبئتها ضد الائتلاف بتهمة التبعية لإيران، والعكس في المناطق المحسوبة على الصدريين والمجلس الاعلى إذ جرى تعبئتها ضد تحالف العراقية بتهمة الولاء للبعث، وهكذا جرت اللعبة الانتخابية، أنت تكتسح الاصوات في مناطقك وأنا في مناطقي حتى نتقاسم النفوذ خوفا من اكتساح المالكي للطرفين في مناطقهم.ولم يفكر هؤلاء السياسيين العظماء الذين أنعم الله بهم علينا بالنتائج الخطيرة لهذه الظاهرة، إذ يتم فيها إغلاق مناطق لنفوذ بعض الاحزاب وهكذا يتحول العراق الى دويلات تتحكم بها عوائل معينة بدلا من ان نتحول الى دولة نريدها ان تبني العراق بعد سنوات الحكم البعثي السيئة وما سبقها من مهازل.