بطاقة خلاص
.
عبور الطرقات مجازفة
بين المناطق
يفصل المدن و العقول
جدران تصل حدّ السماء
سميكة سمك الأرض
و نواطير لتصون عرض الحائط
.
من مدينة لمدينة
تتبدّل أديان
تؤمن و تكفر مئة مرة
تغتسل الأذهان
مرارا بعقيدة لتمحي ما سبقها
و تستغفر من الذي قبلها
.
عبد القادر
هذا الشاب العصامي
سواعده بنته
و قدماه حملته ليعيش
لا فضل لأمّه و لا أبيه
لأنهم هجروه منذ الطفولة
ليكون الأكثر حنانا و الأكثر عذابا
.
عبد القادر
هو و صديقه يبحثان في أمور العصر
و يسخران من الإدعاء بالنصر
في كل الحالات
و رغم كل الأموات
يمسكان بطاقة صغيرة
يتفقدان كلماتها
و يتنفسان الصعداء
وطن واحد .. عزّة .. وفاء
.
يرحل يوميا الى المدينة الأخرى
ليعمل
فلا معين
سوى نعمة الله عليه
قدميه و ساعديه
لم ينتبه الى ذلك الحاجز
و تخطّاه بمتر مريب
و بدأ التحقيق بسرعة
و الموت قريب
ليس هو الا جرعة مسمومة
من فمّ ظابط
يضع فوق رأسك إقرار بالموت
.
و الظابط قد يكون أخّا
أو شقيقا
أو صديق ..
لا شيئ يعيق
نحره لحياتك
عبد القادر
أخرج ما في جيوبك
كل قشة محسوبة عليك
تقسم ظهرك
أو تحرسك
و لمعت عيون الظابط الشقيق
لمّا لمعت البطاقة بين يدّيه
مبادئ أخوية
رغم أنها لا تتطبق
و لكنها شهادة بأن لا عقيدة
سوى ما كتب
فهزّ رأسه
و الأرض إهتزّت فرحا
.
بطاقة رُميَِت بإهمال في جيب عبد القادر
فكانت بطاقة خلاصه